السؤال
السلام عليكم
زوجتي تعاني بعض المرات من ألم شديد في الرأس، وتحس بأن الألم يتحرك في رأسها، عند سؤالي لها تجيب بأنها سيصيبها الجنون من شدة الألم، وموقع الألم الرئيسي هو مؤخرة الرأس، هذا الألم يشتد عليها فلا تجد للنوم سبيلا، مع العلم أنها ذهبت للطبيب، وربما أعطاها مسكنات فقط، وليس علاجا يشفيها من هذه الحالة.
جزاكم الله عنا خير الجزاء على مساعدتكم لنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قد تعاني السيدات من فقر الدم أو خلل في وظائف الغدة الدرقية (إما كسل، أو زيادة نشاط)، ولذلك من المهم فحص صورة الدم CBC وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وتناول المقويات والعلاج حسب نتيجة التحليل، ومن المهم أيضا أن تكون الوسادة مريحة؛ لأن الوسادة العالية، او المنخفضة قد تؤدي إلى شد في عضلات الرقبة الخلفية؛ مما يؤدي إلى صداع توتري، أو ما يسمى tension headache، ومن حيث المبدأ لا مانع من تناول المسكنات والفيتامينات، ومقويات الدم لحين تشخيص الحالة تشخيصا دقيقا، وبالتالي يمكن للزوجة الفاضلة تناول مسكنات الألم مثل بروفين 600 مج بعد الأكل عند الضرورة، أو كبسولات celebrex 200 mg، وتناول حبوب muscadol مرتين في اليوم لعدة أيام.
ومن بين أسباب الصداع حالة الأرق واضطراب النوم، ومرض القلق والتوتر، كما أن الصداع النصفي الذي يصيب جانبا واحدا من الرأس، ويسبق نوبات الصداع تلك زغللة في العين، وحساسية من الضوء، قد يكون أحد الأسباب، ومن المعروف أن الصداع النصفي يصاحبه انخفاضا في مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس، مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي، والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعات، بل يتم تشخيص الحالة إكلينيكيا بمعرفة الطبيب.
ولذلك فإن الأدوية المضادة للاكتئاب تمثل أحد أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، بالإضافة إلى فائدتها في ضبط الحالة النفسية والمزاجية، وعلاج مرض التوتر والقلق، ومن بين تلك الأدوية دواء Cipralex 10 mg التي تحسن من مستوى هرمون سيروتونين، ويعتبر من أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، ويتم تناول الدواء لمدة شهر، ثم زيادة الجرعة إلى 20 مجم لمدة 10 شهور، والعودة إلى جرعة 10 مجم لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.
ومن البدائل العلاجية الجيدة لمرضى الصداع النصفي عمل الحجامة على الرأس بدون تشريط، أو فصد الدماء، وفي حال وجود خبير حجامة يمكن عمل الحجامة وفصد الدماء، وفي كل خير -إن شاء الله-.
مع أهمية أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins، تعيد توازن العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، مع ضرورة تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والتسبيح والذكر، مع ضرورة تناول الأطعمة الصحية في المنزل، وممارسة رياضة المشي.
وفقكم الله لما فيه الخير.