السؤال
السلام عليكم.
لا أحب الناس، ولا أحب مقابلتهم، وإذا قابلتهم أشعر بضيق شديد وملل وسكوت ومجاملة، وثقل في التواصل، والرغبة في إنهاء الحديث أو اللقاء أو المكالمة، حتى المحادثات عبر السوشيال ميديا، أصبحت أتجنبها، أو قاطعتها خشية التواصل مع أحد.
إن أحببت أحدا أو تقربت منه، أشعر بعدها فورا بنفور منه، وعدم الرغبة في التواصل معه مرة أخرى، سواء شخصيا أو تليفونيا أو عبر السوشيال ميديا، علما أني لا أحب الناس بسرعة.
معظم الناس، وخاصة في العمل يصفونني بالعقل ورجاحة الرأي، لكني أشعر بتعب مستمر في نفسي، وعدم لذة لأي شيء في الحياة مهما كان جميلا، حتى السفر لا يغير في نفسي شيئا، وكل شيء أشعر أنه عبء ثقيل علي حتى عملي، أو الرد على تليفوناتي، أو زيارة أو نزهة، أو حتى سماع فكاهة، ولا أجد نفسي متحمسا لعمل أي شيء، بالرغم من أن الناس يرون أني ناجح، وإضافة للعمل الذي أقوم به إلا أني أرى أني مقصر دوما، فما العلاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك أناس ناجحون في حياتهم العملية لأنهم يتقنون العمل ومخلصون وجادون ويتميزون بالصرامة والمثالية والإتقان في عملهم، لذلك هم محبوبون جدا في العمل، ويتميزون بالأداء الحسن، ولكن هناك شيء ما في عواطفهم ومشاعرهم، لأنهم يبعدون المشاعر والعواطف عن العمل، ولا يجيدون التعامل مع المواقف العاطفية، وهكذا.
والظاهر أنك من هؤلاء الناس، ولكن الشيء الإيجابي في حياتك أنك متزوج – أخي الكريم – ويمكن أن تملأ هذا الفراغ في الحياة العملية ودفء الأسرة، لكن إذا كنت تحتاج إلى علاقات أخرى خارج نطاق العمل أو تجد مشكلة في عمل علاقات اجتماعية أخرى، فيمكن التغلب على هذه الأشياء من خلال العلاج النفسي (العلاج السلوكي)، من خلال معالج نفسي يعلمك مهارات التعامل مع الآخرين، ويا حبذا لو انخرطت في علاج جماعي مثل حالتك، العلاج الجماعي هو أفضل شيء، لأن من خلال المجموعة ومشاركة المجموعة تستطيع أن تخرج ما في داخلك، وتشعر بالطمأنينة والأمان في المجموعة، وبعد ذلك يمكن أن ينعكس هذا على علاقتك مع الآخرين.
على أي حال: العلاج هو علاج نفسي، والعلاج النفسي – كما ذكرت – يمكن أن يكون فرديا أو جماعيا، وأفضل لك العلاج الجماعي -أخي الكريم-.
وفقك الله وسدد خطاك.