السؤال
أعاني من صداع مزمن بعد تعرضي لضربة على الرأس، أتذكر في تلك الفترة أني كنت أمشي وارتطمت بالجدار على رأسي من النصف الأيمن، وقت الضربة لم أشعر بشيء، ولم أفقد الوعي سوى أني قمت بلمس مكان الضربة لكي أرى إن سببت لي جرحا أو لا، ولم أجد شيئا، وأهملت الضربة ولم أفكر بها، ولكن بعد فترة لا أتذكر متى لكن متأكد أنه بعد الضربة بدأ صداع غريب وجديد من الجانب الأيمن من الرأس مكان الضربة لم يصيبني مثله من قبل، ليس مثل صداع التوتر، حيث أنني كنت دائما وإلى الآن أشعر أن هناك شيئا يمشي في رأسي مكان الضربة، وأشعر بثقل.
وكثيرا أشعر بتنميل في الجبهة، وأحيانا يصل التنميل والوخز مكان الضربة، وحين أقوم بلمس مكان الإصابة يبدأ ألم شديد كأن هناك جرح ما في فروة الرأس ولا يوجد شيء، أو كدمات حتى.
المسكنات لا تنفع معه! قمت بعمل الأشعة المقطعية وكانت النتيجة سليمة، وطبيب المخ والأعصاب أخبرني أنه لا يوجد لدي شيء، فالضربة ليس لها علاقة بالصداع الذي أصابني، وذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، وأخبرني أن ليس هناك التهاب في الجيوب الأنفية أو مشاكل، وجميع الفحوصات سليمة، والصداع بطبيعته هو يأتيني فجأة، وبنوبات متقطعة، ألم مكان الضربة ويختفي.
أشعر أن الألم يصدر من الجمجمة، وكانت سليمة أيضا، ولا يوجد كسور وقت ما عملت الأشعة، حيث أن الصداع أتعبني وأهلكني كثيرا وجعلني أصاب بالاكتئاب والقلق.
ما هو تشخيصكم لهذا الصداع؟ لأنه لا يشمل كل الرأس، هو يشبه الصداع النصفي، هل يوجد علاج له مسكنات فعالة؟ لأن الفيفادول والمسكنات العادية لا تجدي نفعا معه، وما هو العلاج للألم مكان الضربة حين لمسها؟ هل يوجد دهون أو أدوية معينة تسخدم لحل هذه المشكلة؟ عندما أقوم بلمس مكان الإصابة أشعر بصداع شديد.
أرجوكم أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hakawi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما قال لك الطبيب فإن الضربة التي تعرضت لها لا تؤدي إلى صداع، وأقصى ما يمكن أن تؤدي له هو الدوخة والزغللة والدوار بعد الضربة مباشرة، ويسمى ذلك ارتجاج في المخ post concussion، وطالما لم يحدث شيء من ذلك فلا علاقة بين الضربة وبين ذلك الصداع، ولا مانع من دهان كريم reparil على مكان الضربة لما له من تأثير مسكن قوي للألم الموضعي والكدمات.
وكون أنك قمت بعمل رنين، وفحص الدم، والاطمئنان على الجيوب الأنفية، فالأغلب أن نوبات الصداع تلك هي نوبات صداع نصفي خصوصا، وهناك نوبات من القلق والاكتئاب، وقد وجد الباحثون أن الصداع النصفي يصاحبه انخفاض في مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني.
ولذلك فإن الأدوية antidepressants المضادة للاكتئاب تمثل أحد أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، بالإضافة إلى فائدتها في ضبط الحالة النفسية والمزاجية، وعلاج مرض التوتر، والقلق، والاكتئاب، ومن بين تلك الأدوية دواء Cipralex 10 mg التي تحسن من مستوى هرمون سيروتونين، ويعتبر من أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، ويتم تناول الدواء لمدة شهر، ثم زيادة الجرعة إلى 20 مجم لمدة 10 أشهر، والعودة إلى جرعة 10 مجم لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.
وعلاج الصداع النصفي يتم أيضا من خلال تناول مسكنات الألم مثل بروفين 600 مج بعد الأكل عند الضرورة أو كبسولات celebrex 200 mg، كذلك فإن حبوب cafergot مرتين إلى ثلاث مرات يوميا لها فائدة في علاج نوبات الصداع، ومن البدائل العلاجية الجيدة لمرضى الصداع النصفي عمل الحجامة على الرأس بدون تشريط أو فصد الدماء، وفي حال وجود خبير حجامة يمكن عمل الحجامة بفصد الدماء، وفي كل خير إن شاء الله.
مع أهمية أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins تعيد توازن العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، مع ضرورة تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والتسبيح، والذكر، مع ضرورة تناول الأطعمة الصحية في المنزل، وممارسة رياضة المشي.
وفقك الله لما فيه الخير.