السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
رزقني الله 4 أبناء، بنتين وولدين، مشكلتي مع ابنتي الكبرى، هي الآن في ختام المرحلة الإعدادية، وعمرها 14 عاما، شديدة الخوف والتفكير في الجن والموت والأمور الغيبية، تخاف أن تخرج من الغرفة إذا كان النور منطفئا رغم جلوسنا معها، وتخاف أن تدخل المطبخ مثلا رغم أن الشقة كلها 90 م، لا بد أن تأخذ أحدا من إخوتها معها.
تخاف من النوم في الظلام أو الإضاءة الخافتة جدا، تقوم في أوقات مختلفة من نومها مفزوعة تصرخ، ليس لها اهتمام بأي شيء في حياتها سوى التفوق، فهي -والحمد لله- إما الأولى أو الثانية على مدرستها، تحفظ حاليا ما يقارب العشرة أجزاء من القرآن.
عندها مشكلة كبيرة في السرحان في الصلاة، لدرجة أنها فترت في بعض الأوقات عن الصلاة، وأحست باليأس، مرت بمشكلة مع الوضوء، وإعادة الوضوء ثلاث مرات، وإعادة الصلا ة أكثر من مرة، أخذت علاجا للوسواس القهري عن طريق نصيحة من صديق طبيب نفسي (انفرانيل 75 sr).
أخشى أن تكون مرحلة التعامل الصحيح مع حالتها قد مرت منذ وقت طويل، خاصة أنها تعاني من ذلك منذ سنة ونصف تقريبا، كما تعرضت لحادث تحرش بأن مد أحدهم يده لملامسة صدرها، فأصابتها حالة من الفزع وهي تصرخ وتحدثنا في الهاتف، وقد تسمرت في مكانها حتى وصلت إليها، وكانت في طريقها للمدرسة، وحاولت مواساتها وإفهامها أن هذا أمر يحدث الآن في مجتمعاتنا للأسف وليس لك ذنب فيه، لكنها تلوم نفسها وتقول: بالتأكيد أنا السبب، فعلت كذا، أو وقفت ولم أفعل كذا، أو كان من المفترض أن أفعل كذا، وهل سيحاسبني الله على هذا، وهل إحساسي بشعور الاحتلام في الحلم سيحاسبني الله عليه؟
احترت في كيفية التعامل معها، أخبروني بالله عليكم ماذا أفعل، وكيف أتعامل مع حالتها بخطوات واضحة ومحددة، مع العلم أنه حدث لها موقف لن أنساه قد يفدكم في حالتها:
كانت صغيرة تقريبا 5 أو 6 سنوات، جاءتني ذات ليلة عندما رجعت من عملي تبكي كثيرا وأهدئها وأسألها ماذا حدث؟ فقالت لي: أثناء انشغال أمها بأعمال البيت شاهدت منظرا بالتلفزيون، كان تقريبا قبلة، أو منظرا عاطفيا، أو راقصة، وكانت خائفة جدا من الله، وقالت: هل سيعاقبني الله؟ فقلت لها: إن الله يعاقب المصر على الخطأ، وليس من يقع في الخطأ دون أن يعلم، وأنت علمت أن هذا خطأ فلا تعاودي، وطلبت منها إخفاء مفاتيحي دون أن يراها أحد، فذهبت وأخفتهم، وبعدها سألتها هل رآك أحد؟ فقالت: لا، فكررت معها الموضوع ثلاث مرات حتى أخبرتها: أن الله يرانا، ولا بد أن تعلم ذلك ظنا مني أنني أبني فيها المراقبة لله.
أطلت الحديث، ولكن أعلم أنكم تؤجرون، وليس كلنا يستطيع أن يصيغ الحوار بما قل ودل.
أنتظر ردكم، وجزاكم الله خيرا.