منذ ولادتي وموت طفلتي وأنا أشتكي من أعراض كثيرة!

0 51

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع الرائع.

أنا سيدة متزوجة منذ 11 شهرا، حملت من بداية زواجي وأنجبت طفلة كان بها العديد من العيوب الخلقية، وبقيت في الحضانة وتوفيت بعد خمسة أيام من ولادتها.

من ذلك اليوم وأنا أشتكي من العديد من الأعراض، في اليوم الأول شعرت بشيء يسري من قدمي إلى رأسي، وصرت لا أستطيع التنفس بشكل جيد، بعدها بأيام بدأت أشعر بألم في الجانب الأيمن من الرقبة، بعدها أحسست لفترة باختناق شديد، ثم رجعت لطبيعتي، بعدها بدأت أشعر بأن شيئا يقف في حلقي من الجهة اليمنى، وألم في الرقبة من نفس الجهة يزداد ويقل، وبعدها بدأت أحس بخشونة في صوتي وألم في أذني.

ذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، وأخبرني أنه ارتجاع بلعوم حنجري، وأعطاني أدوية للحموضة، تحسنت قليلا، ورجع صوتي إلى طبيعته، لكن الألم كان مستمرا، وبعد الانتهاء من الدواء ازداد الألم، أشعر بالخوف من هذا الألم، فلم هو في جانب واحد من الرقبة؟ وبدأت أشعر عندما أتحسس هذا الجانب أنه منتفخ قليلا عن الجانب الآخر، علما أن المظهر الخارجي يبدو طبيعيا، وطلبت من صديقتي أن تتحسس رقبتي ووجدت ما شعرت به، هل هذا شيء خطير؟ هل هذه الأعراض بسبب حالتي النفسية بعد وفاة ابنتي وقبلها اعتقال زوجي الذي لا أعلم عنه شيئا؟

أحاول أن أطمئن نفسي بأنها بسبب نفسيتي، لكني لا أستطيع، هل أذهب لطبيب آخر؟ هل أقوم بعمل فحص للرقبة أو منظار؟ أخاف أن أموت قبل أن يقر الله عيني بطفل، أشعر بالحزن بسبب ما أنا فيه من شدة، عندما علمت بموت طفلتي ألهمني الله الصبر والرضا، فلماذا يشتد حزني عندما أرى طفلا؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لك أن تعلمي أن هذه الطفلة شفيعة وذخر لك يوم لقاء الله، وقد اختارها الله عنده رحمة بك، خصوصا وأن بها بعض العيوب الخلقية، ولذلك دائما وأبدا يجب الرضا بالقضاء والقدر، وهذا ركن من أركان الإيمان، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يفك أسر وسجن زوجك وأن يعود لك أقرب مما تتوقعين.

والمهم الإكثار من الدعاء على وضوء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وسوف يجيب دعاءك قال تعالى (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ۗ أإلٰه مع الله ۚ قليلا ما تذكرون (62) أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ۗ أإلٰه مع الله ۚ تعالى الله عما يشركون ))

ولا شك أن السيدات بعد الولادة يتعرضن لحالة نفسية ومزاجية مضطربة خصوصا مع فقد الطفلة وسجن الزوج، وهذه الحالة معروفة طبيا، وتسمى اكتئاب ما بعد الولادة، ومن بين الأعراض الشعور بالتقلبات المزاجية الحادة، والإفراط في البكاء، والابتعاد عن العائلة والأصدقاء، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم لفترات طويلة، مع التعب البالغ أو فقدان الطاقة، وقلة الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة التي كانت تبعث على المتعة، والانفعال والغضب الشديد، وانخفاض القدرة على التفكير بوضوح.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية لفهم طبيعة الحالة، ولكن يمكنك تناول أحد الأدوية التي تضبط الحالة النفسية والمزاجية وتضبط مستوى هرمون سيروتونين ودوبامين، وهي هرمونات موصلة عصبية في الدماغ، ومن بين تلك الأدوية كبسولات بروزاك prozac 20 mg كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم كبسولتين مرة واحدة لمدة 4 شهور، ثم العودة لكبسولة واحدة لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.

ولضبط ساعات النوم يمكنك تناول حبوب melatonin جرعة 5 مجم ذات المنشأ الطبيعي التي تساعد في ضبط مستوى هرمون ميلاتونين في الدم ليلا، وبالتالي تساعد في النوم العميق، ويتم تناولها قبل النوم بساعة ليلا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله.

ومن المهم علاج فقر الدم وعلاج نقص فيتامين D وعلاج نقص فيتامين B12 والتي تؤدي إلى آلام في الجسم، وذلك من خلال أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع أهمية أخذ حقن فيتامين (ب المركب) المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب وتناول منتجات الألبان، ولا مانع من تناول تناول كبسولات المسكن للألم celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام، ثم عند اللزوم بعد ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات