السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 18 سنة، أعاني من التلعثم الدائم وزيادة ضربات القلب عند الإجابة على الأسئلة أمام زملائي، والخوف من التجمعات والمناسبات والنظرات، والخوف أثناء السير في الشوارع المزدحمة، وبعض المواقف الأخرى منذ 10 سنوات، وبعد البحث على الإنترنت عرفت أنها أعراض الرهاب الاجتماعي.
ازدادت المشكلة عندما هاجرت لأوروبا لممارسة كرة القدم، حيث أعاني من الخوف في أي مباراة يوجد فيها جماهير، أحس بزيادة ضربات القلب، ورعشة في الجسد، ولا أستطيع التحكم في نفسي، ويتوقف تفكيري، وأرتبك.
وبالبحث في الإنترنت عرفت بعض الأدوية التي تساعد في التقليل من أعراض الرهاب الاجتماعي، بجانب العلاج السلوكي، مثل: الزولفت والسيروكسات، فأي دواء مناسب لحالتي؟ وهل يمكن أن أتناوله بدون وصفة طبية؟ وما الجرعة المناسبة لحالتي؟ لأن من الصعب مراجعة أي طبيب نفسي؛ لصعوبة التواصل واختلاف اللغة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالرهاب الاجتماعي من أكثر الأمراض المنتشرة -يا أخي الكريم- وعلاجه دوائي ونفسي وسلوكي، وأنت محق في أن أدوية (الأس أس آر آيز) هي الأدوية المفضلة، مثل السيرترالين والباروكستين مع العلاج السلوكي.
وأحيانا يمكنك أن تأخذ الإندرال قبل المواجهة أو قبل المباراة، مثلا، الإندرال من 10 إلى 20 مليجراما يساعد كثيرا في تخفيف زيادة ضربات القلب والرعشة أثناء المواجهة، والسيرترالين قد يكون أفضل لك؛ لأنه غير مهدئ وجرعته 50 مليجراما، ابدأ بنصف حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك الاستمرار فيه لعدة أشهر حتى تختفي هذه الأعراض، من ثلاثة أشهر إلى 6 أشهر ثم التوقف عنه بالتدرج.
طبعا لكل بلد قوانينه في صرف الأدوية، فأنا لا أدري ما هي قوانين البلد الذي تعيش فيه، يمكنك أن تذهب إلى الصيدلي وتطلب منه، وسوف يخبرك، وإذا كنت تحتاج إلى وصفة طبية فيمكنك الذهاب إلى طبيب الأسرة أو طبيب العائلة، ففي كثير من الأحيان مصرح لهم بكتابة أدوية الاكتئاب، ولا تحتاج إلى الذهاب لطبيب نفسي.
كما أن هناك علاجات سلوكية يمكن أن تعملها بنفسك في المنزل، يمكن أن تتخيل في المنزل يوميا لمدة نصف ساعة أنك في الميدان، وإنك تلعب كرة القدم وظهرت لك أعراض القلق والتوتر، ولكن حاول الاسترخاء وأنت في المنزل وتتخيل أنك تلعب أمام الجمهور، ويمكنك حتى أن تأتي ببعض المباريات المسجلة، ويكون فيها صياح الجمهور، وتعيش في موقف أنك في هذه المباراة، تدريجيا سوف يحصل لك الاسترخاء، وتدريجيا -إن شاء الله- سوف تتعود وتستمر في حياتك.
كما أنصحك دائما وأنت في بلد غريب أن تتعلم اللغة، تعلم اللغة يفيد كثيرا جدا، ويكسر الحواجز بينك وبين البلد الذي تعيش فيه، والمواطنين في تلك البلدة.
وفقك الله وسدد خطاك.