السؤال
أعجبت بفتاة حتى إني أحببتها وأغرمت بها، ولكني لم أصارحها بالإعجاب مباشرة بل أوكلت ذلك لامرأة من أقربائي، وتحدثت معها بالموضوع منذ أكثر من عامين، فرفضتني بحجة أنها تريد متابعة دراستها.
والآن وبعد إنهاء دراستها الجامعية أريد أن أتقدم لها شخصيا، وأطلب الزواج منها، وخاصة أني ما زلت مغرما بها وأحبها جدا، فهل أتقدم منها وأطلب الزواج؟ وهل ستنجح علاقتنا في المستقبل؟ أرجو إعطائي الجواب والإرشادات اللازمة لكيفية التصرف بهذا الموضوع، ولكم الشكر الجزيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بكم بلاده والعباد.
إنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وخير البر عاجله، والرجل إذا رغب في فتاة فإنه يطرق باب أهلها ويطلب يدها، ولا بأس بما فعلته في المرة الأولى؛ لكن الصواب أن يكون الحديث مع أهلها، وهذا يتيح لكم فرصة التعرف على أسرتها ويضمن لأسرة الفتاة حق التأكد من الفارس الذي تقدم لخطبة فتاتهم.
ونحن لا ننصح الشباب بعمل علاقات قبل الإجراءات الرسمية؛ لأن الإسلام يبني مشاعر الحب على أساس متين، وأرجو عدم استخدام هذه العبارات مثل أغرمت بها وتعلق قلبي بها، إلا بعد إتمام مراسيم الزواج والرباط الشرعي، وذلك لأن الحب الحقيقي هو الذي يبدأ بالزواج ويزداد مع مرور الأيام ووجود العيال صلابة وقوة، خاصة إذا حرص الزوجان على طاعة الله ومراقبته، فما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لذي العظمة والجبروت، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ))[الأنبياء:90].
فاحرص على إعلام أهلها ونيل موافقتها ثم سارع بإكمال مراسيم الزواج؛ فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، فإن حصل ما تريد فذلك فضل من الله، وإن كانت الأخرى فالنساء غيرها كثير، ونصحي لك أن تجعل تصرفاتك وعلاقاتك محكومة بآداب هذا الدين العظيم، وقد يحرم الإنسان التوفيق بالذنب يصيبه.
وإذا كانت تلك الفتاة تحمل ذات المشاعر وحرصتما على طاعة الله وتجنب ما يغضبه فأبشرا بسعادة الدنيا وفلاح الآخرة، وأرجو أن تكثر من الاستغفار، وعليك بالتوجه لمن يجيب المضطر إذا دعاه، واجعل حب الله هو المسيطر على قلبك، واجتهد في أن تكون محبوباتك الأخرى على أساس من الدين، (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وقد تبين لنا أن الحب الذي يبنى على أسس صحيحة وطاعة لله يدوم ويصمد، أما العواطف والمجاملات في فترة الخطبة فهي لا تدل على مشاعر صادقة بقدر ما تدل على مداهنة ومجاملة، وكل واحد من الخطيبين يحاول أن يبرز الجوانب الجميلة فقط، ثم يفاجئ الجميع بالحقيقة بعد ذلك، كما أن هذه العواطف المزورة تكون خصما على السعادة الحقيقية، وما من مخالفة شرعية إلا ونحن ندفع ثمنها (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].
والله الموفق.