أشعر بالضيق والألم كلما تذكرت أني لم أدافع عن نفسي عندما أعتدي علي

0 71

السؤال

السلام عليكم.

هذه أول استشارة لي.
أعاني من مشكلة نفسية، والسبب أنه وقبل سنة تم التنمر علي في المرحلة الثانوية، التنمر لم يكن عنيفا جدا، كان نفسيا وجسديا قليلا في بعض الأحيان، أثناء التنمر في السنة الدراسية لم أهتم به كثيرا، ولم أكن أعتبره "تنمرا" إلى الشهور الأولى بعد انقضاء السنة الدراسية.

وحتى قبل أن يتم التنمر علي كنت أشعر بأن شخصيتي ضعيفة وحساسة.

ومشكلتي أني أتذكر تلك الذكريات، وتزعجني فكرة أني لم أدافع عن نفسي، وهذا يسبب لي ضيقا شديدا يشغلني عن حياتي اليومية، وفي الشهر الأخير أصبحت أفكر بهذا الموضوع يوميا! أنا أقنع نفسي بأن الموضوع لا يستحق كل هذا، ولكن تلك الذكريات تطاردني تلقائيا، وتسبب لي ضيقا شديدا، وأحيانا تراودني أفكار أن أذهب إلى منزل أحد المتنمرين، وأعتدي عليه وأضربه وأهرب.

أنا مقتنع بأن هذا الموضوع لا يستحق، لكني أريد أن أنسى تلك الذكريات وأتخلص منها.

أتمنى المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يهدي شبابنا لأفضل الأخلاق والأعمال، وأن يحقق لكم في طاعته الآمال.

تعوذ بالله من شيطان يذكرك بما يحزنك، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، فعامل عدونا الشيطان بنقيض قصده، وتعوذ بالله من شره، وإذا ذكرك بما كان من العدوان، فتذكر العفو، وثق بأن حقك لن يضيع، وأن المتنمر الظالم ينال جزاءه في الدنيا بالإضافة إلى ما يصيبه في الآخرة؛ لأن ربنا هو العدل، وهو سبحانه يأخذ للشاة الجلحاء التي ليس لها قرون حقها من القرناء التي ظلمتها في الدنيا، واعلم أن عفوك عن المتنمر أصعب عليه من مجاراته.

كما أن من يتنمر يسلط الله عليه من يتنمر عليه، ويجني ثمار تمرده كرها بين الناس وفشلا وخللا، ومما يعينك على طرد الأفكار السالبة بعد توفيق الله ما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- النظر إلى المستقبل، والسعي في إنجاز المهمة التي خلقنا الله لأجلها.

3- الشفقة على من يسيء أو يتكبر؛ لأنهم ينطلقون من خلل نفسي، ويعرضوا أنفسهم لسخط الله، بالإضافة إلى كره الناس.

4- فهم كيد الشيطان ومعاملته بعكس ما يشتهي والتفقه في أمره، والفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد.

5- السعي في تقوية إرادتك ونفسيتك بتجريد التوحيد لربنا المجيد، ومن خاف الله أخاف الله منه كل شيء.

6- من يعامل الجاهل بمثل عمله ينزل لدركاته، ويصبح ملاما، وليس من الصواب أن يأخذ الإنسان حقه بيده، ولكن إذا أراد أن يرفع أمره إلى جهات الاختصاص كالإدارات المدرسية بالنسبة للطلاب، أو الإدارات الأمنية والشرطية بالنسبة لعدوان الكبار.

7- الاستمرار في التواصل مع موقعك قبل أن تتخذ أي خطوة.

8- الصبر على أذى الجهال امتثالا لأمر الله: {ادفع بالتي هي أحسن}.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا تواصلك قبل اتخاذ خطوات ليست محسوبة، واعلم أن الحكمة نعمة من أكبر نعم الله وهو سبحانه من يؤتيها يمن يشاء قال تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرفعك، وأن يغفر لنا ولك.

مواد ذات صلة

الاستشارات