زوجي طلقني وحرمني من ابني الرضيع المعاق، فما العمل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

زوجي طلقني بأمر والديه وأخواته، وأخذوا مني طفلي المعاق الرضيع، وحرموني من رؤيته، وأنا أدعو عليهم، فهل سيأخذ الله منهم حقي؟ ومتى يكون الفرج؟ وما مصير من يكون سببا في طلاق وتدمير عائلة؟

سنة كاملة من المشاكل والمصائب، فقدت أبي وتطلقت وخسرت ابني، قلبي محروق عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرد لك طفلك ويصلح حالك.

ليس لأحد أن يحول بين الأم وطفلها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما وجد حمرة (طائر) تصيح وقد أخذ منها فراخها قال:" من فجع هذه في ولدها ردوا إليها ولدها"، إن كان هذا أمره في طائر فكيف بامرأة مسلمة مفجوعة في طفلها! فالويل ثم الويل لمن لا يرحم، طالبي بطفلك بكل الطرق، والجئي للعقلاء من أهل زوجك ممن يخشى الله ويعرف الحق، فإن لم ينفعك فاذهبي للقضاء والجهات المسؤولة عن رعاية الأمومة والطفولة، فالطفل في هذا العمر يجب أن يكون في حضانتك خاصة أنه معاق، ويمكن لوالده رؤيته، ويجب عليه الإنفاق على الطفل، وإعطاؤك مقابل حضانته، وهذا حكم الشرع إلا إذا تزوجت برجل آخر، ولا يجوز للأب أن ينفرد بالطفل مهما كانت الأسباب.

ولا يجوز لأحد أن يسعى في طلاق امرأة من زوجها، بل المطلوب هو الحيلولة دون الطلاق، وما حصل لك ومعك لا يقبل من الناحية الشرعية، خاصة أن أهل زوجك هم من سعوا في خراب بيتك، وانتزعوا منك طفلك، فحاولي إصلاح العلاقة مع طليقك والرجوع إليه إذا أمكن، وتكلمي معه حول أسباب الخلاف، وبيني له مدى ظلمه لك، وذكريه بعقوبة الله للظالم، خاصة أن بينكما طفل يحتاج لرعاية والديه معا، فإن لم يحصل بينكما صلح، وأصر على موقفه، فاعلمي أنه لا يستحق التفكير فيها، ولا الدعاء عليه، فاتركي أمرك لله، وتوكلي عليه، واسأليه العوض بالخير، وسيخلف الله تعالى عليك خيرا منه.

وأمام هذا الظلم والتجاوز نرشد ك إلى:
1. كثرة اللجوء إلى الله بخضوع واضطرار.
2. المطالبة بحقك في حضانة طفلك ورعايته باللجوء للقضاء.
3. الرضا بقضاء الله وقدرة وتجنب التسخط على أقدار الله، وعدم استعجال الفرج، وعدم التوقف عن الدعاء بصدق ويقين.
4. البعد عن المعاصي، لأن ثمارها مرة.
5. الاشتغال بالطاعات والعبادات ومساعدة المحتاجين.
6. التسلح بالصبر فإن العاقبة لأهله.
7. بذل الأسباب وطلب المساعدة ممن حولك من الأهل والمعارف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسهل أمرك ويغفر ذنبك ويلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات