السؤال
السلام عليكم
أود استشارة د. محمد عبد العليم.
أعاني من مرض الوسواس القهري منذ 18 عاما، وتم علاجي منذ دراستي الطبية، واستمريت على علاج سيرترالين لمدة سبع سنوات، وتم توقفي عن العلاج بعد ذلك، وتم عمل الماجستير ولم يحدث رجوع للوسواس، ولكن التركيز وعدم التحصيل القوي كانت أهم المشاكل بالنسبة لي.
تغاضيت وتم نجاحي، ومع دراسة الدكتوراة حدث شيء جديد، وهو ظهور أعراض الخوف المرضي، وتم وصف علاج سيبرالكس وتوقفت عنه نتيجة حدوث تلجيم وشبه توقف للتركيز والتحصيل، ونتيجة لعملي في الجراحة حدثت رعشة؛ مما جعلني أوقف العلاج، وتم وصف فافرين ولم تتحسن الحالة، وكذلك بروزاك.
المشكلة الآن هي الخوف أثناء دخولي غرفة العمليات، مع العلم أني ماهر جدا، وتم تدريبي بكفاءة، وبعد مرور تطمينات من زملائي أبدأ بالهدوء.
مع العلم أني أقوم بالجراحة بكفاءة، مما أدى إلى استغراب زملائي.
المشكلة الثانية: أثناء المذاكرة لا يوجد تركيز، وعدم ثقة بالتحصيل، وأني لا أقدر أن أحصل مثل زملائي، مع القلق والتوتر، وأريد أن أدخل الجزء الثاني للدكتوراة بدون خوف.
مع العلم أني أدخل الامتحان وأنا طبيعي، وبدأت آخذ دواء موتيفال لكن منذ يومين فقط، ولم أحكم عليه.
الخلاصة:
- حل للخوف مع القلق والتوتر أثناء الجراحة أو المذاكرة.
- حل لزيادة الثقة بالنفس، وأني أقدر أحصل في المذاكرة مثل زملائي، والتركيز وعدم السرحان، مع العلم لا توجد أفكار وسواسية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد -أخي- الحمد لله أنت متمكن من حيث الأداء المهني، وذلك بشهادة زملائك، وهذا أمر يجب أن يكون مطمئنا لك.
أنا أعتقد أن المشاعر السلبية هي التي تجعلك تعتقد أن تركيزك ليس على ما يرام، وهذا قطعا يولد لديك الكثير من القلق والتوتر.
أنا أرى أن القلق الذي لديك هو قلق توقعي قلق افتراضي، لأنك تكثر من مراقبة نفسك كثيرا فيما يتعلق بالناحية الانفعالية، وكذلك المزاجية ومن حيث الاستيعاب والتركيز.
أخي الكريم، خفف على نفسك فأنت جيد وأمورك -إن شاء الله تعالى- كلها طيبة، وتحتاج فقط لبعض الترتيبات في حياتك، اجعل نمط حياتك إيجابيا، احرص على النوم الليلي المبكر، مارس الرياضة بانتظام هذا مهم جدا، اقرأ القرآن بتدبر وتأمل لأن ذلك قطعا يحسن من التركيز.
هذه الأسس التي تزيل عنك القلق وتحسن من تركيزك، وأرجو أن تعبر عن ذاتك، لا تحتقن، أن تسكت عن الأشياء التي لا ترضيك على وجه الخصوص هذا يؤدي إلى احتقانات نفسية كبيرة، كما أن التفاؤل مهم، وأن يكون الإنسان حسن التوقعات هذه -يا أخي الكريم- هي الأشياء التي أنصحك بها.
يوجد عقار يسمى مكلومابيد ربما يناسبك جدا، هو محسن للمزاج في الأصل يعالج الخوف الاجتماعي وجميع أنواع المخاوف وكذلك القلق.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي 150 مليجراما صباحا ومساء، هذا أحد الأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة بالنسبة لك، لكن لا تنتقل لهذا الدواء بسرعة أو في الوقت الحاضر لأنك قد بدأت في تناول الموتيفال وهو دواء بسيط، وقد يفيدك خاصة في القلق والتوتر، فاستمر عليه وطبق ما ذكرته لك وإن لم تتحسن بالصورة المقبولة يمكن أن تضيف عقار اندرال، يوجد اندرال طويل المدى يسمى اندرال L A E T 80 هذا ممتاز جدا للتحكم في الأعراض الفسيولوجية والجسدية للمخاوف، والكثير من الناس استفادوا منه وإن لم تجده ربما يكون عقار كنكور بجرعة صغيرة 2.5 مليجرام أيضا مفيدا.
الحلول -إن شاء الله- موجودة، ولا تحكم على نفسك بمشاعرك السلبية، احكم على نفسك بأدائك، وقطعا فترة الصباح فترة عظيمة جدا للقراءة ولحسن الاستيعاب، الرياضة علاج أساسي للسرحان والتوتر الداخلي.. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.