حزن وقلق وأشعر بعدم حماس لأي مناسبة مفرحة!

0 80

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في الخامسة والعشرين من عمري، ودائما أشعر بالحزن والقلق والتوتر كثيرا في حياتي، لم أكن هكذا من قبل، أشعر بعدم حماس لأي مناسبة مفرحة، دائما أفضل الجلوس في البيت، كنت أحب السفر كثيرا والخروج للترفيه، وأبادر دائما لتكوين جو يسوده المرح، تعرضت لصدمات من أقرب الناس لي، وتغيرا في شخصياتهم وقلت ثقتي بهم.

أصبحت دائما أحمل هم أمي بسبب كبر سنها وزيادة أمراض التقدم في العمر، وهي مازالت تعمل وتكافح من أجلنا بعد وفاة أبي منذ سنوات، ودائما تتمنى أن أتزوج حتى تطمئن علي وعلى أختي.

مع العلم أن لي ثلاثة إخوة شباب، ولكني أشعر بمسؤولية كبيرة في حياتي، ودائما أسعى لتحقيق سبل الراحة لأمي، وأحث إخوتي على برها.

أشعر أني مقبلة على الاكتئاب بسبب ما أشعر به دائما من قلق وحمل هموم كثيرة تصل لدرجة أني لا أشعر بسعادة أبدا، مع قرب حفل زفاف أخي، أشعر أني لا أريد أو لست مستعدة للحضور! لا أحب أن أكون هكذا، ولكن لا أستطيع أن أفرح، ولا في استطاعتي أن أرجع كما كنت بحماسي من قبل، توالت الهموم علي بسبب ظروف كثيرة لا يسعني الوقت أن أكتبها.

أنا -ولله الحمد- دائما أدعو الله أن يفرج همي، وأتحرى أوقات إجابة الدعاء، وأدعو كثيرا بفك كربي، وأحافظ قدر المستطاع على الأذكار، وقراءة القرآن وحفظه، ولا أقصر أبدا في صلاتي منذ صغري، -والحمد لله-.

لكن ما أنا فيه يفوق قدرتي، وحاولت أن أنسى همومي وأتوكل على الله، ولكني أصبحت لا أستطيع أن أفرح، ولا شيء يحمسني أبدا، أشعر أني فقدت الحماس لأي شيء حتى إذا كان كل شيء أمامي يدعو للسعادة، دائما أبكي، ولا أستطيع أن أتمالك نفسي، حتى إذا شعرت أني بخير وأهلي بجانبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والمشاعر النبيلة تجاه والدتك، وأخوتك، ونسأل الله أن يسعدك بهم ويسعدهم بك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا حرصك على الخير وأفرحتنا محافظتك على الأذكار وتلاوة القرآن والصلاة، ونؤكد لك أن استمرارك على الطاعات المذكورة سوف يوصلك إلى الطمأنينة، فاحرصي على الخشوع في صلاتك والحضور القلبي عند تلاوتك، وأذكارك وأكثري من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار حتى يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك.

أما بالنسبة لمن حولك فعامليهم بما يرضى الله، واعلمي أن السلامة من أذى الناس أمر مستحيل، ومع ذلك فالمؤمنة التي تخالط أهلها وصديقاتها وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وأنت تستطيعين أن تحددي نوع الخلطة ومقدارها، بل أنت من يحدد المسافة بينك وبين الآخرين.

وأرجو أن تتواصلي مع موقعك، وتذكري نماذج للمواقف التي حصلت بعضها من طرفك صدودا وانكشافا، ونبشرك أن في موقعك أهل اختصاص كبار في الجوانب النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى بقية الجوانب، ويمكنك المطالبة بحجب الاستشارة إذا رغبت في ذلك.

ولا يخفى على أمثالك أن مشاركتك في عرس شقيقك، وإظهارك للفرح مما يجلب السعادة له وللوالدة، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ونبشرك بأن كيده ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

ومما ننصحك به أيضا ما يلي:
1- كثرة اللجوء إلى الله بإلحاج وفقر واضطرار.

2- عدم التفكير في الذي مضى؛ لأنه مضى، ولأن البكاء على اللبن المسكوب لا يعيده ولا يفيد.

3- عدم الانزعاج من المستقبل؛ لأنه بيد الله وربنا لا يقدر لنا إلا الخير، وإن ظهر في بعض الأحيان أنه شر، فقد يجعل الله فيه خيرا كثيرا.

4- استمري في العناية بوالدتك، وانصحي لإخوتك، ولا تقصري حتى لو قصروا فـ{من عمل صالحا فلنفسه}.

5- اقرئي على نفسك الرقية الشرعية، واطلبي من الوالدة الدعاء لك، ولا مانع من الذهاب مع أهلك لراق شرعي يقيم الرقية على قواعدها وضوابطها.

6- تجنبي الجلوس وحدك؛ لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

7- أبعدي عن ذهنك المواقف السالبة والخبرات السالبة، وإن ذكرك الشيطان بها ليحزنك فتجاوزيها إلى ما هو خير، بل أشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره.

8- احشدي نعم الله عليك، واشكريها لتنالي بشكرها المزيد.

9- تسلحي بالصبر، واعلمي أن العاقبة لأهله، واستعيني بالله وتوكلي عليه، فإنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك، وأن يعيد لك الحيوية والحماس والنشاط، وتعوذي بالله من العجز والكسل ومن الهم والغم.

لك من موقعك الشكر، ومنا الدعاء لك بالتوفيق، وكل من في موقعك يسعدون بتواصلكم معهم، ونسأل الله لك الثبات والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات