السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في الجامعة أدرس مادة علم الحاسوب، وهذا آخر فصل لي في الجامعة، عمري 23 سنة، ملتزمة متدينة والحمد لله، لطالما بحثت عن صديقة صالحة متدينة تعينني في أمور ديني، وعند بداية السنة الثالثة في الدراسة تعرفت على فتاة متدينة صالحة أحببتها من كل قلبي رغم أنها تصغرني بثلاثة أعوام، لكني لم أعط ذلك اهتماما.
ومع الأيام عرفت أن والدها دكتور شريعة في نفس الجامعة، وأن لديها أخا سيصبح دكتورا أيضا في نفس الجامعة في قسم علم الحاسوب، أي في نفس تخصصي، ومع قدومه في السنة التالية ـ أي عندما أصبحت سنة رابعة ـ بدأت أراه يوميا تقريبا وذلك لأنه في نفس القسم، ومعظم تواجدي يكون هناك، أصبحت أحترمه وأقدره بشكل خاص، خاصة عندما علمت عن تدينه وحبه للدعوة وحفظ القرآن، وحرصه على تحفيظه للشباب الصغار، وتدريسه بالمراكز، شعرت أن هذا الذي أبحث عنه خاصة وأني أفتقده في بيئتي وخاصة في البيت.
لاحظت علي صديقتي أنني أتغير وأرتبك كلما ذكرته أمامي رغم حرصي على أن لا أشعرها بذلك، وفي أحد الأيام اضطررت أن أسأله في إحدى المواد، فعرفت من صديقتي أنه تحدث عني أمام أهله، ففرحت في نفسي، لكن بعد ذلك بدأت أقرأ في عيني صديقتي اتهامات لا أستطيع تحملها، وكأنها تسألني: أحببتني لأجله؟ وبدأت تتغير معي في تعاملها، إن أعطيتها هدية تنظر لي نظرة اتهام، أو بعثت لها رسالة أني أحبها في الله على الجوال نظرت إلي نظرة اتهام، فماذا أفعل؟ وكيف أعيد الثقة بيننا؟ خاصة وأني سأتخرج قريبا ولا أريد أن أخسر صداقتها، لقد أحببت الاثنين معا ولا أريد أن أخسر أحدا منهم؟ فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة / مسلمة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
السعيدة في الناس هي التي تجد صديقة صالحة تذكرها بالله إذا نسيت وتعينها على طاعة الله إن ذكرت، وقد قال عمر رضي الله عنه: (ما أعطي الإنسان بعد الإيمان نعمة أكبر من صديق حسن)، وقد عرف أهل النار منزلة الصديق فقالوا: ((فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم))[الشعراء:100-101]، وإنما يعرف الصديق عند الضيق.
وإذا وجدت الفتاة الصديقة المتدينة فإنها تحتاج إلى أن تصبر على بعض تصرفاتها وأحوالها؛ فإن الإنسان لا يجد إنسانا بلا عيوب، وإنما نبني الصداقة الحقة على الإيمان والتقوى، وكل أخوة وصداقة لا تبنى على هذا الأساس تنقلب في الآخرة إلى عداوة، قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))[الزخرف:67].
ولا داعي لتأويل نظراتها وتفسير تصرفاتها على أنها اتهامات؛ فكلاكما تعلم أن صداقتك كانت سابقة لتعرفك على شقيقها، أما عن تغيرها فلأن بعض الأخوات تغار على أخيها وتغار على كل من تظن أنه جاء ليشاركها في حبه أو جيبه، خاصة إذا كان الأخ محبوبا عند أخواته، ولا شك أن هذا الشعور يوجد بدرجة كبيرة عند الأمهات ولكن بعض البنات تشارك أمها في تلك المشاعر.
وإذا شعرت أن هذا الشاب يميل إليك فالصواب أن يأتي البيوت من أبوابها، وحاولي أن تبتعدي عن مواطن الرجال، فالأفضل للفتاة أن تنجو بنفسها من أماكن الاختلاط التي يزين الشيطان فيها، وربما كان هذا الشاب قد حدد وجهته وارتبط بأخرى، وربما كان ما تشعرين به مجرد احترام.
أما عن علاقتك بهذه الأخت فسوف تعود إلى طبيعتها، والمطلوب منك هو الكف عن ذكر هذا الأخ أمامها، والاجتهاد في عدم إظهار أي مشاعر إذا ذكر أمامك، وسوف يأتيك ما قدره الله لك، فاحرصي على طاعة الله وتوجهي إليه فإنه يجيب من دعاه.
والله الموفق.