السؤال
السلام عليكم.
أمي مسنة ولا تستطيع خدمة نفسها ولا خدمة أبي، ولا يوجد أحد يساعدهم، وزوجي يرفض أن أذهب لهم بشكل يومي لكي أساعدهم في أعمال البيت، مع أنه يطلب مني أن أخدم والدته، لكنني أرفض لأنني أم لأربعة أطفال، وخدمتهم ترهقني، ولديها بنتين بجوارها ومتواجدتين معها دائما، وقلت له: أمي أحق بالخدمة، فهل أطيع زوجي ولا أذهب لخدمة أهلي بعد أن أنتهي من خدمة زوجي وأبنائي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جودي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فشكر الله لك اهتمامك بوالديك، وأسأل الله تعالى أن يرزقك برهما، وأن يجعل أبنائك بارين بك.
أختنا الكريمة: لا بد أن تكون طاعتك لزوجك، وألا تخالفي أمره طالما وهو يسمح لك بالعناية بوالديك، وإن كان ليس بشكل يومي، وعليك أن تحاوريه بهدوء في الأوقات المناسبة لكي يسمح لك بخدمتهما بشكل يومي، بعد أن تكملي مهام بيتك ولمدة محدودة، ثم العودة لبيتك.
صحيح أنك لست ملزمة بخدمة والدته، ولكن من باب استمالة زوجك، وحتى يسمح لك بخدمة والديك بشكل يومي، آمل أن تقومي ولو بشكل متقطع بخدمة والدته، فلعل ذلك يكون سببا في تليين قلبه؛ لأنه قد يكون اتخذ موقفا منك فأراد أن يشدد عليك في جانب خدمة والديك.
إن لم تستطيعي إقناعه بما تريدين فلعلك أن تجدي من تخدم والديك مقابل أجرة تدفعينها إن كنت قادرة على ذلك، ولو في الأيام التي لا تستطيعين الذهاب إليهما.
الكلام اللين مع زوجك، وتذكيره بأن والديك بمثابة والديه، ولولا أن والدته عندها من يقوم بشئونها لما ترددت بخدمتهما، وتذكيره بما له من الأجر عند الله سبحانه إن سمح لك بخدمة والديك، قد يكون سببا في لين قلبه.
لا تكثري الحديث حول هذه المسألة مع زوجك حتى لا يتضجر، وما لا يدرك كله لا يترك جله، فاكتفي بالأيام التي سمح لك بها، مع الاعتذار من والديك، ويمكنك أن تقومي ببعض الأعمال وأنت في بيتك كغسل ملابسهما مثلا.
أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يلين قلب زوجك، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وتحيني أوقات الإجابة وخاصة ما بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، ويوم الأربعاء ما بين الظهر والعصر.
لا يجوز لك أن تخالفي توجيهات زوجك فطاعته مقدمة على طاعة والديك -والحمد لله- أنه لا يمنعك من خدمتهما والذهاب إليهما، وإن كان بشكل غير كاف في نظرك.
الزوج هو جنة المرأة ونارها كما أخبر نبينا -عليه الصلاة والسلام- فعن الحصين بن محصن -رضي الله عنه- قال: أتت عمتي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حاجة، ففرغت من حاجتها، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم: " أذات زوج أنت؟ "، قالت: نعم، قال: "كيف أنت له"، قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: "فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك".
من المهم أن تنسقي مع بقية إخوانك وأخواتك إن كان لك إخوة فخدمة والديك ليس عليك وحدك، بل لا بد أن تتقاسمي الدور معهم.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يلين قلب زوجك وأن يكتب لك الأجر.