السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي كان على ما يرام، ولكن خلال الثلاثة أو الأربعة أشهر الماضية تغير حاله، خصوصا بعدما انتهى من دراسته، فمنذ سنة أو نصف تقريبا هو لا يفعل شيئا، حتى أنه عزف عن أي عمل يشتغل به في وقت فراغه، والآن هو في فترة انتظاره للتجنيد الذي سيبدأ خلال شهر تقريبا، وهذه الأعراض التي لاحظناها عليه ملل شديد، واكتئاب، وتفكير في الانتحار، وأي شخص يكلمه يلاحظ عليه علامات التشنج بشكل شديد، وأحيانا يضرب بيده على الحائط بشكل قوي، مع إصدار همهمات، ثم يدخل الحمام ويضع الماء على رأسه.

فهو غيور جدا على أمه، وكل حالات التشنج تقريبا مرتبطة بغيرته، يطلب المال دائما، ومن خلال قراءتي للاستشارات عندكم أعطيته دواء (استيكان 20 ملغ) أخذه لمدة شهر ونصف، ثم أوقفه وامتنع عنه، وطوال هذه الفترة كان هناك لديه تحسنا ملحوظا، وللعلم أيضا عندنا بالعائلة حالة لديها كهرباء زائدة، فهل من الممكن أن تكون مرتبطة بالتشنجات؟

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعا أخوك يعاني من الإحساس بالفراغ وعدم فعل شيء، وهو قد أنهى دراسته الجامعية، وأيضا هناك شيء آخر – أخي الكريم – كثرة طلب المال يجب أيضا أن يلفت نظرنا إلى استعمال مخدرات وما شابه ذلك، لأن هذه هي الأشياء التي تنفق فيها المال، ولكن ليس جزما بهذا، وإن كانت عنده أعراض نفسية أخرى واضحة: الانفعال والتفكير في الانتحار والاكتئاب، وطبعا أكثر من هذا هو تحسن على مضاد الاكتئاب – أخي الكريم – لذلك أرى أن يستمر فيه، تحاولوا بشتى الطرق، طالما تحسن عليه أن يستمر فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبالذات هو الآن مقبل على التجنيد وقد يكون أيضا عليه ضغوط أخرى في هذا الشأن.

أما بخصوص زيادة كهرباء المخ: فزيادة كهرباء المخ هو مصطلح أسيء الآن استخدامه، المرضى الذين عندهم مرض الصرع يكون عندهم اضطراب في كهرباء المخ، وكهرباء المخ ليس تشخيصا في حد ذاته، ويظهر هذا من خلال تخطيط الدماغ، ولكن التشنجات التي تأتي لأخيك واضح أنها تشنجات نفسية وليست ناتجة من الصرع، لأن أهم شيء في مريض الصرع هو أنه تأتيه تشنجات مع فقد الوعي، ولم تذكر لنا شيء يفيد في هذا، فأعتبر أن هذا شيء مختلف الذي في الأسرة عما يحصل مع أخيك، وأيضا تحسن على مضاد الاكتئاب، إذا كان هناك مرض للصرع لا يتحسن هذا بمضادات الاكتئاب.

وفقكم الله وسدد خطاكم.