السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، أبلغ من العمر 24 عاما، أعاني من أرق إذا كان في اليوم الذي يليه لدي مثلا أول يوم وظيفة، أو مقابلة شخصية، أو سفر، أو أي أمر أحيانا يكون الأمر تافها لا أستطيع النوم، وأصاب بأرق وأشعر أن الوظيفة لن تناسبني، وأخشى من الحصول على وظيفة بسبب أنني لن أستطيع الذهاب أول يوم، وأخشى أن أرتبط مع شخص بموعد غدا؛ لأنني قد لا أنام بسبب التفكير.
علما أني لم أكن مصابا بهذه الحالة سابقا، وكنت طبيعيا.
فلا أعلم هو مس أو هو أم عين؟
أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونعتقد أن جرأتك على السؤال من المبشرات، وبسهولة ستتخلص من التردد والقلق بحول وقوة الكريم، رب الأرض والسموات، فالجأ أليه واسأله توفيقة وسكينته والبركات، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يرفعك عنده درجات.
نحن بحاجة لشيء من القلق الإيجابي الذى يدفع الطالب للمذاكرة، ويدفع طالب الوظيفة للتهيئة لها والاستعداد، لكن القلق إذا زاد عن حده فإنه ينقلب إلى ضده، فيمنع من النوم ومن المذاكرة، وعلاج ذلك في ما يلي:
1- اللجوء إلى الموفق واهب الأمن والأمان والطمأنينة.
2- تجنب تحقير الذات، أو الاستهانة بما وهبك الله من القدرات.
3- تجنب تضخيم الآخرين، أو تعظيم قدراتهم، فهم في الحقيقة بشر وضعفاء، وحتى الخبير الذي سوف يجري المعاينات، ويقابل الموظفين الجدد كان جاهلا وتعلم، واكتسب ممن حوله وتدرج في وظائفه.
4- توقع الأفضل من استقبال الزملاء وحفاوتهم بالموظف الجديد، والرغبة في مساعدته.
5- التوكل على الله والاستعانة به سبحانه والثقة في توفيقة والالتزام بأدعية السفر وأذكاره.
6- المحافظة على الطهارة، وأذكار النوم حتى تستغرق في النوم، فإن فزعت من النوم أيضا فاذكر الله.
7- لا تزعج نفسك بموضوع الوظيفة، فدورك ينتهي بفعل الأسباب، ثم تتوكل على الكريم الوهاب.
8- اعلم أن الاستمرار في الوظيفة أسهل من الاستمرار في الدراسة، فالدراسة فيها واجبات واختبارات، أما الوظيفة فهي عمل روتيني ومتكرر في الغالب.
9- ليس هناك عيب في النوم، ولكن العيب في اتخاذ النوم والكسل عادة، والمسلم ينهض لصلاة الفجر بل أنت تملك إرادة تترك معها طعامك والشراب، فليس هناك داع للانزعاج، بالإضافة إلى وسائل ضبط الوقت والتنبيه وهي كثيرة.
10- تعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وعامل عدونا بنقيض قصده.
11- تعوذ بالله من العجز والكسل، فالعجز نقص في التخطيط والكسل نقص في التنفيذ، والنبي يعلمنا التخلص منهما باللجوء إلى الله، والاستعاذة به سبحانه.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأكثر من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار ليكفيك الله ما همك، ويغفر لك ذنبك.
نكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.