ما هو أفضل علاج لمرض بارانويا الاضطهاد؟

0 59

السؤال

السلام عليكم.

اسمي (ر.ح) أمي مصابة بمرض بارانويا الاضطهاد، وهي بعمر 54 عاما، وهي تأخذ دواء ريسبيريدون 1 ملج صباحا و 2 ملج مساء، وبروميثازين 25 ملج مساء ثم زيدت إلى 50 ملج بسبب أعراض تصلب العضلات، واهتزاز الساق عند ثنيها.

بعد ذلك ظهرت عليها أعراض حركة لاإرادية في اللسان فوصف لها الطبيب حبوب باركينول 25 نصف حبة في اليوم، والآن انقطعت عن الباركينول بسبب عدم توفره فعادت حركة اللسان بالإضافة إلى اهتزاز في أصابع اليد اليسرى، فما الحل؟

علما أن الطبيب أوصى بزيادة جرعة البروميثازين إلى 75 لكني خائفة وأظن أنه السبب في الأعراض الخاصة باللسان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارانويا الاضطهاد paranoia of persecution أحد أمراض الذهان psychosis، وهي أفكار يعتنقها المريض ويؤمن إيمانا وثيقا بتعرضه للاضطهاد أو المؤامرة، ويفسر سلوك الآخرين تفسيرا يتسق مع هذا الاعتقاد.

هو حالة مرضية ذهنية تتميز باعتقاد باطل راسخ، يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الأدلة الموضوعية على عدم صوابه، وتتسم هذاءات المريض بالمنطق، لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح.

هو اضطراب عقلي ينمو بشكل تدريجي حتى يصير مزمنا، ويتميز بنظام معقد يبدو داخليا منطقيا ويتضمن هذاءات الاضطهاد والشك والارتياب، فيسيء المريض فهم أية ملاحظة أو إشارة أو عمل يصدر عن الآخرين، ويفسره على أنه ازدراء به، ويدفعه ذلك إلى البحث عن أسلوب لتعويض ذلك، فيتخيل أنه عظيم وأنه عليم بكل شيء.

يبدأ العـلاج بما يسمى بالعلاج المعرفي عـن طريق تعـريف المريض بالمنبهات التي ترتبط بالاعـتقادات الخاطئة مثل سلوكيات الناس، أو أجهزة الإعلام وغـيرها، بأن يذكر للمريض أن هذه الأجهزة هي أجهزة عـامة، ولا يوجد شخص تسخر له هذه الأجهزة أو هؤلاء الناس حتى لو كان ملكا، ويجب أن يتعـلم المريض إيقاف التفكير في هذا الاتجاه والانشغـال بأنشطة أخرى.

كما يتم تدريب المريض عـلى أن يردد كلمة خلل (غلط) أو (خطأ) عـندما يشاهد أحدا يعتقد أنه يخاطبه، فمثلا عـندما يعتقد أن حديث أحد الأفراد بجانبه إنما هو حديث موجه إليه، فإنه يقول لنفسه خطأ (غير صحيح).

كذلك عـندما يعـتقد أن التلفزيون يوجه رسالة إليه، يكرر عبارة خلل أو غلط، وهذه العبارة تؤدي إلى توقف سيل الأفكار غير المنطقية التي يعاني منها المريض.

كذلك يجب تدريب المريض عـلى وقف التخيلات بأن عددا من الأفراد يتآمرون عليه لعدم إمكانية أن يتفق مجموعة من الناس على هدف إيذاء شخص معين، وأدوية علاج أمراض الذهان كثيرة ومتعددة، ولا مانع من الاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة.

أما دواء بروميثازين فهو دواء مساعد وليس بأساسي، حيث أنه دواء يعالج الغثيان والدوار والتوتر والقلق المصاحب للحالة، ويساعد في ضبط النوم والأرق، ولا داع لزيادة الجرعات؛ لأن الجرعات الزائدة تؤدي إلى بعض المضاعفات الجانبية التي يمكن تجنبها، ويكفي جرعة 25 مج ولا داع لجرعات 75 مج، ويمكن للمساعدة في النوم تناول حبوب ميلاتونين ذات المنشأ الطبيعي جرة 5 مج، قبل موعد النوم بساعة.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات