السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وكلي ثقة بكم وبما تقدمونه للناس، جعله الله في ميزان حسناتكم.
استشارتي إلى الدكتور محمد عبدالعليم كالآتي: قبل شهر ونصف أصبت بحالة غريبة وأنا في المحاضرة، حيث أصبت بضعف التركيز وخمول وتعب، عملت تحاليل لصورة الدم والكلى والغدة الدرقية وفيتامين دال وفيتامين ب12، وجميعها سليمة ما عدا ب12، كانت النتيجة في الحد الأدنى من المستوى الطبيعي، وقمت بأخذ مكملات غذائية multivitamin، مع العلم بأنني كنت منقطعا عن اللحوم والبيض لفترة، وذلك باتباعي حمية غذائية؛ لتخفيف الوزن.
بعد تلك الحالة أتتني أفكار غريبة بأنه سوف تأتيني دوخة أو إغماء، وأضطر في بعض الأحيان لمغادرة مكان عملي أو دراستي بسبب التوتر الداخلي الذي أشعر به.
الخلاصة أشعر بتعب في جسدي، وتفكيري مشوش بسبب هذه الحالة، والأفكار التي تأتيني مرارا وتكرارا وأحاول أن أتجنبها، مع العلم بأنه سبق وشخصوني بأنني مصاب بالقولون العصبي من قبل أطباء الباطنة، وعندي متلازمة جيلبرت منذ الولادة.
آمل من الله ثم منكم مساعدتي في حالتي، أريد أن أرجع لحالتي الطبيعية كالسابق، لا أعلم هل هو بسبب القولون العصبي أو التوتر والقلق؟
علما أنني شخصية هادئة، وما هو العلاج المناسب لحالتي؟ إذا كانت حالتي تصنف على أنها جانب نفسي، أفضل العلاج السلوكي عن الدوائي.
شاكرا ومقدرا حسن التعاون، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأعراض التي انتابتك وإن كانت لا تعبر عن وجود قلق نفسي بصورة مباشرة إلا أننا نعتبرها نوعا من العرض القلقي الذي انتابك، وكثيرا ما تظهر أعراض القلق في شكل متغير، وتكون معظم الأعراض نفسوجسدية.
ضعف التركيز والخمول والتعب الذي أتاك أعتقد أن مرده نوع من القلق البسيط الذي تحول إلى إجهاد نفسي، والإجهاد النفسي ظهر في شكل إجهاد جسدي بالصورة التي ذكرتها.
الأفكار التي أعقبت ذلك – وهي الأفكار الغريبة التي تحدثت عنها، وهي تخوفك من أنك ستصاب بدوخة أو إغماء مما يجعلك تغادر المكان الذي أنت فيه في بعض الأحيان – هي نوع من الفكر الوسواسي التوقعي، وهو أيضا مرتبط بالقلق.
حالتك لا تحتاج لعلاج كثير، كل الذي تحتاجه هو أن تتجاهل هذه الأعراض، وأن تعيش حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب منك: النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وأن تحسن إدارة الوقت، وأن تكون صلواتك في وقتها، وأن تحرص أيضا على حسن التواصل الاجتماعي. هذا مهم جدا.
وبالنسبة للمكملات الغذائية، أو تناول الفيتامينات: هذا لا يحتاجه الإنسان إذا كان الغذاء العام متوازنا ومنضبطا، وكان الطعام يحتوي على المكونات الغذائية الرئيسية.
أعراض القولون العصبي هي مرتبطة بالعصابية – أي بالقلق –، والرياضة والتعبير عن الذات وعدم الكتمان والنوم الليلي المبكر هي شروط أساسية جدا لأن يختفي عرض القولون العصبي، وأن يعيش الإنسان دون قلق وتفكير سلبي.
بالنسبة للدواء: لا أراك محتاجا لأدوية كثيرة، ربما إذا تناولت عقار (سلبرايد) والذي يسمى تجاريا (دوجماتيل) لفترة قصيرة وبجرعة صغيرة جدا؛ هذا سوف يكون جيدا ومناسبا بالنسبة لك.
الجرعة التي أقترحها هي حبة واحدة من الدوجماتيل (خمسين مليجراما) يوميا لمدة شهر واحد فقط، ثم تجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
ميزة الدواء أنه سوف يغطي علينا بصورة ممتازة جدا الأعراض البيولوجية للقلق، حتى وإن كان قلقا مقنعا أو قلقا داخليا، وبذلك تكون قد أكملت عناصر العلاج الأربعة، وهي: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الاجتماعي.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.