رفضت الشاب الخلوق الذي تقدم لي والآن أشعر بالذنب.

0 86

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، غير متزوجة، أبلغ من العمر 27 سنة، تقدم لي شاب ذو خلق ودين منذ شهرين تقريبا، قابلته أنا وأخي لنتعرف عليه، فعندما تكلمنا لم أحس بالراحة، كانت أفكاره متشددة، ولم أظن أنني سأستطيع أن أوافق على هذا.

استخرت الله كثيرا، وتشاورت مع أهلي كثيرا، ومع أهلي قررنا أن أرفض الخاطب، في لحظتها ارتحت نفسيا، ولكن بعد عدة أيام بدأت أحس بالذنب، كنت أقول لنفسي أنني لم أمنحه فرصة كافية، لكن أرجع وأقول لنفسي أنا كنت على صواب؛ لأن شخصيتنا لم تكون متوافقة، وثم أرجع وأحس بذنب مجددا، وأنا على هذا الحال منذ أن رفضت هذا الخاطب، ولا أدري ماذا أفعل؟ إنه إحساس سيء للغاية، ولا أدري كيف أتخلى عنه.

دعوت الله كثيرا بأن يرزق هذا الشاب ببنت أحسن مني، ولي برجل أحسن منه، ودعوت الله إذا أنا ظلمته وإذا فعلا كان هذا الشاب مناسبا لي فإن الله يرجعه لي بطريقة ما، وإن كان سيئا فإن الله يلهمني الاستراحة النفسية، ربما المشكلة أيضا أنني أراه دائما في المسجد، فهذا يرجع الإحساس السيء لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق لك في طاعته الآمال، وأن يضع في طريقك صالحا مصلحا من الرجال يعينك وتساعدينه على طاعة الكريم المتعال.

لا تندمي ولا تتأسفي على قرار اتخذته بعد المقابلة للشاب، ولا لوم عليك في ذلك، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

كما أنه لا عيب ولا نقص في شاب رفضته امرأة، كما أنه لا نقص ولا خلل في فتاة يعتذر منه أو يتخلى عنها من تقدم إليها، والخطبة لم تشرع إلا لأجل التأكد من الانسجام التام قبل إكمال الزواج.

واحمدي الله أن قرارك كان نتيجة اتفاق مع أسرتك، وهذا يؤكد صحة القرار، وقد أحسنت بدعائك لنفسك وله بالخير، وما حصل ليس معصية أو ظلم، فأنت -ولله الحمد- قابلته برفقة محرم من محارمك، ثم جاء قرار الاعتذار له بعد تفكر وعدم إحساس بالانسجام، والحقيقة أن التلاقي إنما يكون بالأرواح، وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

وإذا ذكرك الشيطان بما حصل ليحزنك فتعوذي بالله من شره، واشتغلي بما يغيظه من الأذكار والدعاء والسجود والطاعات، وتذكري أن هم عدونا هو أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ليس له سلطان على أهل التوكل والأيمان، وأكثري من الذكر والاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار حتى يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وثقي بأن ما قدره الله لك سوف يأتيك في الوقت الذي يقدره من بيده ملكوت كل شيء سبحانه، ولا عيب في أن يرفض متدين متدينة أو العكس؛ لأن التلاقي بالأرواح كما ذكرنا، وقد رفضت قبلك واعتذرت فاضلات وانسحب فضلاء، واعتذروا بعد أن تقدموا وأغنى الغني كلا من سعته سبحانه.

فلا تلومي نفسك، ولا تطيلي التفكير في أمر مضى، وعيشي حياتك في أمل جديد، وفي ثقة بربنا الكريم المجيد، وتوكلي عليه، واستعيني به، فإنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.

مواد ذات صلة

الاستشارات