أخاف من الموت لدرجة فقدت الشعور بالحياة، فما العمل؟

0 78

السؤال

السلام عليكم.

توفي خال صديقتي منذ ثلاثة أشهر، فأصبت بالقلق والخوف من موت الأهل، وبعد فترة أصبت بحساسية من دواء تناولته بالخطأ، ومن لحظتها صرت أخاف كثيرا وأفكر في الموت دائما، حتى لو شعرت بصداع أفكر أني أحتضر.

تأتيني نوبات قلق وخوف، فيزداد ضربات قلبي، وصرت لا أتحمل المشاكل الأسرية حتى لو في فيلم، وصرت لا أهتم بدراستي ولا بنفسي، ولا أبالي بالحياة، وضعفت شهيتي ونزل وزني.

توقظني أمي في الصباح مرارا حتى أستيقظ، وصرت أشعر بآلام وتشنج في جسدي وصدري من جهة القلب، أصبحت أخشى الأزمات القلبية، وعند ذكر الموت أحاول جاهدة بأن أغير الموضوع.

علما أن إمكانياتي لا تسمح لي بمراجعة الطبيب النفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية.
الذي يظهر لي أن البناء النفسي لشخصيتك لا يخلو من شيء من الهشاشة النفسية البسيطة، وهذه الهشاشة النفسية تنعكس في شكل استعداد للقلق وللمخاوف وللوسوسة، فالبناء النفسي للإنسان يلعب دورا كبيرا في تكوين الأعراض وتحديد السلوكيات التي سوف ينتهجها الإنسان خاصة حين يتعرض لظروف حياتية معينة أو يتفاعل مع بيئته بصورة سلبية.

قلق المخاوف الذي تعانين منه وما صاحبه من أعراض نفسوجسدية مرتبط بحادثة ووفاة خال صديقتك – رحمه الله – وموضوع تناولك للدواء بالخطأ كان عاملا داعما لقلق المخاوف الوسواسي.

أيتها الفاضلة الكريمة: أمر الموت أمر محسوم، والموت يجب ألا يخاف منه الإنسان بصورة مرضية غير مبرر، إنما نخاف من الموت خوفا شرعيا، والخوف الشرعي هو الذي يحفزنا لعمل الصالحات، نحرص على صلاتنا وعباداتنا، وتقوى الله، ونعامل الناس بخلق حسن، وأن نكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا، وأن نعيش الحياة بقوة وأمل ورجاء، (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)، هذا يجعل الإنسان يكون في مأمن من الخوف المرضي من الموت أو غيره.

فاجعلي هذا منهجك، وكوني مثابرة في دروسك، ورفهي عن نفسك بما هو طيب، بر الوالدين يؤدي إلى مؤازرة نفسية كبيرة جدا. فكري في نفسك بعد خمس أو ست سنوات من الآن - أي بعد التخرج – ما هي خططك في الحياة؟ ما الذي تودين القيام به؟ اسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

يجب أن تنقلي نفسك من هذه الأعراض السلبية، ولا تكتمي؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات داخلية تنتج عنها القلق التوتر.

مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، واجعلي لحياتك معنى، بأن تكوني دائما إيجابية في توقعاتك، الصحبة الطيبة مع الصالحات من الفتيات تمثل دعما نفسيا واجتماعيا ومعنويا كبيرا.

كثفي من ممارسة تمارين الاسترخاء، طبقيها كما وصفناها في الاستشارة رقم (2136015).

هذه هي الأسس العلاجية التي أنصحك بها، وإن لم تتحسن أحوالك بعد ثلاثة أشهر هنا يكون من الضروري أن تقابلي الطبيب، إما الطبيب النفسي أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية، لتصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات