السؤال
السلام عليكم .
ابنتي عمرها 15 سنة، تجلس وحيدة أغلب الوقت، تكره أن يلمس أحد أشياءها، أو يدخل غرفتها، ليس لها صداقات منذ كان عمرها 7 سنوات، تمشي على أطراف أصابعها كثيرا، تصرخ بسبب أن الأصوات تزعجها، تكرر كلمة (فهماني) أثناء كلامها، تحرك أصابعها ويدها بتوتر أثناء الحديث وفي التجمعات، توجد حشرجة في صوتها عندما تتحدث مع الغرباء خجلا، تواصلها البصري قليل، تستطيع تكوين علاقات اجتماعية سطحية، متعلقة بشكل مرضي بهاتفها، حتى أنه لو تعطل تظل نائمة أغلب الوقت حتى يتم إصلاحه، تحصيلها الدراسي ممتاز جدا، وتذاكر بنفسها، وروتينها اليومي ثابت، تحتاج حوالي 3 ساعات حتى تستطيع النوم، كثيرة السرحان، وأحيانا تضحك أو تقوم بعمل تعبيرات بوجهها مع نفسها بدون سبب، تستطيع الكتابه بشكل جيد.
فهل هي مصابه بالتوحد؟ وكيف يمكنني مساعدتها لأنها ترفض الذهاب لطبيب؟
أعتذر عن الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أطمئنك – أختي الكريمة – بأن ابنتك ليست مصابة بالتوحد، والحمد لله رب العالمين، التوحد مرض يظهر من الطفولة المبكرة من سن ثلاث سنوات، ويتميز طبعا بعدم الكلام وعدم اللعب مع الأطفال، والتمسك بأشياء معينة في حياته، وطبعا يؤثر على دراسته بشكل كبير.
فأول شيء إيجابي يجب أن أطمئنك به هو أن ابنتك مستواها الدراسي ممتاز، وهذا شيء طيب، لأن في هذه الفترة أهم شيء هو التحصيل الدراسي، كل الأشياء الأخرى تتغير، ولكن إذا كان الطفل عنده مشاكل في الدراسة فهذا سوف يترك آثارا على مستقبله.
فالحمد لله اطمئني، ما تعاني منه ابنتك واضح أنه نوع من القلق – أختي الكريمة – وتوتر، هي إنسانة قلقة ومتوترة، وهذا قد يكون السبب في أنها ليس لها علاقات كثيرة، ولكن لها أشياء إيجابية، وكما ذكرت أهم شيء هو التفوق الدراسي.
ما عليك إلا أن تحاولي أن تقتربي منها وتحاولي معها بأن تفتح لك قلبها، وتشرح لك ما تعاني منه، ويمكن مساعدتها بالاسترخاء، ورياضة المشي، والترفيه عن النفس بالتنزه في المتنزهات والحدائق العامة، والخروج إلى أماكن يمكن أن تجد فيها الفسحة والانبساط، كل هذه الأشياء يمكن أن تساعدها – أختي الكريمة - .
لا تقلقي كثيرا، طالما هي مستمرة في دراستها فهذا شيء مهم، الصداقات قد تتكون وقد تجيء في وقت لاحق، المهم أنها مستمرة في دراستها، نعم هي تعاني، ولكن هذه المعاناة لم تسبب لها ضررا كبيرا.
وفقك الله وسدد خطاك.