السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبارك لكم بما فيه خير وصلاح.
تصيبني حالة من الاضطرابات ووساوس تسيطر علي، وأفكار غريبة بعض الشيء، مثل أن أقتل نفسي أو لا أريد الذهاب إلى الحمام، أو أن مظهري وثيابي غير جيدة، وأتلعثم بالكلام، تصيبني رعشة باليدين والرجلين حتى أثناء القيادة بسبب الخوف، وأقلق كثيرا على أسرتي، لدينا مشاكل بسبب ظروف الأبناء وحياتهم اليومية، علما بأني رجل مؤمن وأحافظ على صلواتي، وقراءتي القرآن.
ما العلاج؟ وهل ستذهب هذه الأفكار والوساوس أو ستزيد بسبب المشاكل؟ علما بأني راجعت عيادة نفسية وأخذت حبوبا من المستوصف الصحي، وأخذت ربع الحبة قبل يومين.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: بالفعل الأفكار التي تأتيك هي أفكار رهاب وسواسي، والوسواس دائما يعالج من خلال التحقير، وعدم الخوض في نقاشه، وصرف الانتباه عنه، واللجوء إلى التنفير، والتنفير نقصد به: أن تربط الفكرة الوسواسية مع فكرة مخالفة لها تماما.
الحمد لله أنت محافظ على صلاتك وقراءة القرآن، وهذه ستكون سندا عظيما لك إن شاء الله تعالى. أكثر من الاستغفار، وتجنب الفراغ، وتواصل مع الناس اجتماعيا، وفي مثل عمرك أيضا رياضة المشي تعتبر مفيدة جدا.
العلاج الدوائي مفيد ومفيد جدا، خاصة أنه في مثل عمرك ربما يكون هنالك نوع من الاكتئاب الخفي – أو ما نسميه بالاكتئاب المقنع البسيط – وهذا قد يكون سببا في إثارة هذه المخاوف والوسوسة التي تأتيك.
أنت ذكرت انك راجعت عيادة نفسية وأخذت حبوبا من المستوصف الصحي، وتأخذ ربع حبة من قبل يومين. لم تذكر لي اسم الدواء، لكن يظهر أنه عقار (ريمارون) والذي يسمى (ميرتازبين) لأنه كثيرا ما يستعمل في مثل عمرك.
عموما: واصل مراجعة العيادة النفسية، والدواء الذي أراه مناسبا جدا في حالتك هو العقار الذي يسمى تجاريا (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، أو عقار آخر يسمى تجاريا (زولفت)، واسمه العلمي (سيرترالين)، أي من هذين الدوائين سيكون مفيدا جدا لك، لأنها مضادات قوية للخوف وللوسوسة، ومحسنة للمزاج، وفي ذات الوقت هي سليمة جدا، فأرجو أن تراجع الطبيب وتوضح له ما اقترحناه عليك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.