السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة أبلغ من العمر (17 سنة)، متدينة منذ 8 أشهر، المشكلة هي أنني أحب سماع الأغاني، ولكني أنتقي بعض الأغاني، ولا أفضل الأغاني (الساقطة)، وإنما بعض الأنواع الأخرى.
كما أنني أحب شابا يكبرني بـ(5 سنوات)، ولا أستطيع تركه، مع أنني حاولت كثيرا الابتعاد عنه، لكني لم أستطع، كما وأنه يبادلني نفس الشعور والحب، فماذا أفعل؟ أرشدوني وساعدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ Rere حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يلهمك الرشاد والسداد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
إن لبيد بن ربيعة الشاعر المعروف والصحابي الجليل لما طلب منه عمر أن يقول الشعر قال: (يا أمير المؤمنين، والله ما كنت لأقول الشعر بعد أن أكرمني الله بسورة البقرة)، رغم أن الشعر العفيف الهادف مباح، فكيف بالغناء الذي هو بريد الزنا ورقية الشيطان ومهنة الفساق، وهو مذهب للحياء مضيع للمروءة، كما أن الأغاني في زماننا مخالفة لآداب وأحكام الشريعة؛ لأن فيها دعوة للكفر والخنا والفجور، ويؤديها رجل يتشبه بالنساء، أو امرأة عاهرة عارية؛ فكيف إذا صحبتها مع ذلك موسيقى ومزامير؟ ولذلك قال عمر بن عبد العزيز لمؤدب أولاده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الغناء.
وهنيئا لك بالعودة إلى الله والتمسك بأحكامه، ونسأل الله أن يرزقك الإخلاص والصدق والثبات، ولكني أنصحك بضرورة التخلص من أشرطة الغناء، فإنها سوف تسحبك إلى الوراء والعياذ بالله، وكذلك فإن من تمام التوبة أن يهجر الإنسان ممارسات الماضي الخاطئة، ويبدأ صفحة جديدة يكثر فيها من الحسنات الماحية، قال تعالى: (( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ))[هود:114].
واجتهدي في تغيير البيئة والرفقة، وتخلصي من ذكريات الماضي، واجعلي متعتك في سماع القرآن وذكر الرحمن، واشغلي نفسك بكل مفيد ونافع، واعلمي أن الغناء يحرك الشهوة ويدفع إلى الشرور، والعلاقة وثيقة بين العلاقات العاطفية وسماع الأغاني، وكما قال حكيم بني أمية: (يا بني أمية: إياكم والغناء، فإنه ينبت النفاق، ويذهب الحياء، فإن كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء فإنه بريد الزنا).
ولابد من تصحيح الوضع مع هذا الشاب، وذلك بأن يتقدم ليطلب يدك من أهلك وإلا فعليه أن يبتعد، والإسلام لا يعترف بهذه العلاقات العاطفية إلا إذا كانت في وضح النهار، وبعلم الناس، وموافقة الأهل؛ وعلى هدي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأرجو أن تكثري من الاستغفار والندم على ما سبق من تقصير وتوسع في العلاقة بذلك الشاب الأجنبي عنك، والحب الصحيح يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد مع الأيام تماسكا، بخلاف حب المجاملات والذي كثيرا ما تكون ضحيته هي الفتاة، فبعض الشباب يريد أن يقضي وقته ويلعب بعواطف البنات، فإذا نال ما يريد ترك ضحيته نادمة وذهب إلى غيرها، وإذا لم يكن ذلك الشاب عنده استعداد للتقدم لطلب يدك رسميا فلا تضيعي مستقبلك في الارتباط به، واشغلي نفسك بطاعة الله وعبادته، وسوف يأتيك ما قدره الله لك، واحرصي على الارتباط بصاحب الدين.
ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد.