السؤال
السلام عليكم.
في شهر 11 من عام 2018 عانيت من طنين الأذن اليمنى وازداد الطنين، وبعد أسبوع ذهبت إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وقمت بعمل مخطط السمع، وكان سليما، فوصف لي البيتاسيرك، ولم أتحسن، وبعدها أصبح الطنين بالأذنين، فقمت بزيارة استشاري آخر، فطلب مني بعد الفحص الاستمرار على البيتاسيرك، ولم أستجب للعلاج، وقمت بالذهاب إلى استشاري آخر، وعملت رنينا للدماغ وصورة طبقية، ولم يظهر شيء، وزرت أكثر من طبيب، وكل طبيب منهم يتبين له أن طبلة الأذن غير متحررة ومسحوبة للداخل، فقمت بخلع أضراس العقل ولم أستفد.
الآن أعاني من التهاب الحلق واحتقان الأنف، وعند الاستيقاظ من النوم حين أنفخ من أنفي يكون مغلقا، وينزل منه دم، علما أن لدي انحرافا بسيطا في الحاجز الأنفي، ولكن الجهة المغلقة لا يوجد بها انحراف.
وأعاني من مشاكل في الفك، حيث أنه يؤلمني، وأحيانا يكون فيه طباق، وقد ظهر ورم خفيف على غشاء الأذن، وقد عانيت من ألم في الحنجرة، وأخبرني الطبيب أن الأحبال الصوتية سليمة، وأحد الأطباء أخبرني أن هناك سوء تهوية بسيط للأذن، وطلب مني القيام بمناورة فالسالفا، ووصف لي مضادات هاستمين، وكذلك نوعين بخاخ للأنف، ورغم ذلك لا زال الطنين وألم الحلق وصعوبة في البلع مستمرا، وعند النفخ أحس أن الأذن يدخل فيها الهواء ويخرج، والأذن الأخرى ينحسر فيها الهواء، ويخرج عند بلع الريق، أفيدوني أين أتجه، وماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله أن جميع التحاليل والصور التي أجريتها طبيعية، ملخصها يؤدي لنتيجة أنه لا يوجد لديك نقص في السمع، كما أنه لا يوجد ورم في القحف ( داخل الجمجمة ) يضغط على العصب السمعي ويسبب هذا الطنين، والشيء الوحيد المتبقي لدينا هو احتقان الأنف والجيوب الأنفية، وفشل مناورة فالسالفا لديك مع سوء التهوية في الأذن الوسطى، وهذا بالتأكيد قد يسبب الطنين ولا بد من علاجه أولا، وبعدها نراقب هل زال الطنين أم لا.
التهاب الأنف والجيوب الأنفية يسبب انسدادا في نفير أوستاشيوس ( أنبوب تهوية الأذن الوسطى )، وهذا يسبب اختلالا في الضغط داخل الأذن الوسطى والطنين الأذني.
علاج حالة الأنف لديك لا بد أن يتضمن المضاد الحيوي، خاصة وأن لديك مفرزات مدماة، وهنا يفضل دواء ( كلاريثرومايسين 500 ) حبة مرتين يوميا، بالإضافة لمضادات الهيستامين ( لوراتادين، سيتريزين، فيكسوفينادين )، ومن المهم جدا العلاج الموضعي باستخدام التبخيرات بالماء الساخن لتليين المفرزات وتسهيل تنظيف الأنف، كما يجب الانتباه لعدم محاولة سحب المفرزات الأنفية نحو البلعوم من الأنف، حيث إن هذه الحركة ( الشرق ) تسبب زيادة في إقفال نفير أوستاشيوس، وزيادة في الضغط السلبي في الأذن الوسطى، ويمكن في الحالات الشديدة استخدام الكورتيزون الفموي لفترة حوالي الأسبوع لتخفيف الاحتقان في المجاري التنفسية العلوية، وكل ما سبق تحت الإشراف الطبي. كما نستخدم بخاخات الأنف المضادة للاحتقان (أوتريفين) لفترة محدودة بخمسة أيام، ونستبدلها بعد ذلك ببخاخ السيروم الملحي، مع الاستمرار عليه حتى تمام الشفاء.
بالنسبة لمناورة فالسالفا لا بد من إجرائها بالشكل الصحيح حتى تكون ناجحة وهي كالتالي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف وليس الفم، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافي لفتح نفير أوستاشيوس -الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي-، عبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى.
في حال لم تنجح هذه المناورة في إدخال الهواء للأذن يمكن لك وأثناء ضغط الهواء في الأنف إجراء حركة بلع للمفرزات الموجودة في الفم، حيث أن البلع يساعد في فتح نفير أوستاشيوس لتمرير الهواء المضغوط ضمن الأنف والبلعوم الأنفي للأذن الوسطى.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى .