إزعاج الناس وإخوتي لا يجعلني أركز في المذاكرة، فما الحل؟

0 47

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فأود أن أشكركم على ما تقدمونه لنا، وجزاكم الله خيرا.

أنا طالب ثانوي، أرجع من المدرسة الساعة ٢ ظهرا، لا أستطيع فعل شيء، فيأذن العصر، ومن ثم المغرب، والعشاء، والنوم.

يمر يومي بلا إنجاز يذكر غير الصلاة، حتى المذاكرة، تدنى مستواي الدراسي، فبعد أن كنت في المركز الأول دائما أصبحت في المركز الثاني، وذلك لعدة أسباب منها أصوات الناس وإخوتي المزعجة، وأيضا عكوفي على النت ومواقع التواصل الاجتماعي.

اقترح أحدهم علي فكرة وهي: أنه يرجع من المدرسة وينام ويستيقظ مع العشاء، ويذاكر حتى الثالثة فجرا، وينام الساعة ٣ فجرا، ويستيقظ على وقت المدرسة، حقا إنها فكرة جيدة، ولكن لدي مشكلتان:

1- صديقي هذا لا يصلي الصلاة في وقتها، بل يجمعهم مع بعضها آخر الليل؛ وذلك لنومه.

2- هل بتغير طريقة النوم ومخالفة السنة ضرر للجسم والعقل؛ لأني بهذه الطريقة سأنام النهار واستيقظ الليل، وبذلك فأنا مخالف لهدي نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.

أما الجيد في هذه الفكرة، فهو نوم الناس وإخوتي، وبالتالي سأذاكر بتركيز، فما رأيكم فيما أقول؟

إن كان ردكم هو أن أبقى على ما أنا عليه، فهل يوجد شيء يباع في الصيدلية يوضع في الأذن بحيث لا أسمع أحدا أم لا؟ وإعطائي بعض النصائح لترك الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

أرجو منكم الإطناب في الإجابة، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسعدنا ثناؤك على موقعك، ونؤكد لك سعادتنا بتواصل شبابنا الذين هم أغلى ما تملك أمتنا بعد إيمانها بالله العظيم، وأنتم نصر الحاضر، لكنكم كل المستقبل، بارك الله فيكم، ونفع بكم بلاده والعباد.

لا يخفى على أمثالك أن المسألة بحاجة إلى تنظيم الوقت، وعمل جدول للمذاكرة، بالإضافة إلى تحديد وترتيب الأولويات، والتوازن مطلوب بين حاجات العقل واحتياجات البدن، وقبل لا بد من أداء الحقوق، وفي الحديث: (إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، وإن لجسدك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه).

ومما يعين الإنسان على تحقيق النجاح الدائم إعطاء الجسم حظه من الراحة، وحقه من الطعام، وإعطاء النفس حقها من التشجيع والترويح، فانتبه لهذه الأمور، واغتنم فراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك، وحياتك قبل موتك.

أما بالنسبة للجدول المقترح من صديقك، فنحن لا نوافق عليه؛ لأنه لم يراع أوقات الصلوات التي ينبغي أن تكون عمادا وقاعدة لكل جدول للمذاكرة أو ترتيب للعلاقات والبرامج، كما أن البرنامج المذكور غير ملائم من الناحية الصحية، والساعة في الليل لا تعادلها ساعات من النهار، كما أن في النوم قبل العشاء مخالفة لهدي نبينا الذي كان يكره النوم قبل العشاء ويكره الحديث بعدها، ولا مانع بعد العشاء من مراجعة العلم، مع ضرورة أن لا تطول المذاكرة حتى لا تكون سببا في ضياع صلاة الفجر.

وهناك أشياء لا بد من مراعاتها عند وضع جدول للمذاكرة، منها:
1- الاعتدال في وضع الجدول، فالتكاليف الشاقة، والجداول المكثفة تدعو إلى التوقف، فالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

2- إبراز أوقات الصلاة في الجدول، فإنها تصدر للترويح والبركة وسبب للتوفيق.

3- وضع خانة للتواصل مع الوالدين والأشقاء، فالاهتمام بهم مما يخفف من إزعاجهم، ومما يوفر لك طاقات إيجابية ودافعية.

4- تقنين استخدام الهاتف ومواقع التواصل، وذلك بتحديد وقت الاستخدام، ومقدار الاستخدام، ونوع الاستخدام، والبرامج المقبولة من الناحية الشرعية، والمناسبة من الناحية العمرية.

5- إبعاد الهاتف وكافة الشواغل عن مكان المذاكرة، والتحرر من الهاتف، وإبعاده لبعض الوقت، ومراقبة الله في المعروض والمشاهد.

6- الاستمرار في التواصل مع موقعك لأخذ التوجيهات عبر التواصل مع المختصين.

7- البعد عن المعاصي؛ لأنها تنسى العلم، بالإضافة لما يتبعها من الشؤم والخذلان.

8- الصبر على المذاكرة، وعلى الصغار، والتكيف مع الوضع.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات