لدي مشكلة في البلع تمنعني من العيش مرتاحة!

0 96

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي التي أعاني منها قد بدأت منذ ثلاث سنوات، ومع أني بحثت فيها كثيرا من قبل، إلا أنني اليوم وبسبب موقف حدث معي في المدرسة قررت أن أتحدث لكم عنها لعلي أجد عندكم ما ينفعني، فأنا لم أحدث بها مخلوقا من قبل، ولكن كلي ثقة بأن لديكم اختصاصيين يجمعون بين العلم والدين، قادرون على انتشالي من هذا الضيق.

عمري ١٥ سنة، وأما مشكلتي فهي الحاجة المستمرة إلى بلع الريق سواء كنت وحدي أدرس، أصلي، أقرأ القرآن، أو كنت أكلم أحدا، حيث كانت حالتي أسوأ السنة الماضية، كنت أعاني لأقوم بمحادثة طبيعية أو لأبدو طبيعية أمام محدثي دون أن يلاحظ شيئا من بلع ريقي أو غيره، لكن هذه السنة لأنني قوية الإرادة وطموحة وأريد أن أحقق نجاحا ومكانة عظيمة في حياتي المستقبلية، ولأنني حصلت المجموع الدراسي التام، وعيون الطالبات والمدرسين والمدرسات كلها علي أنا الطالبة الأكثر تفوقا، تعلمت كيف أهدئ نفسي، صرت مرتاحة أكثر في الحديث، وأجادل أساتذتي، ولو خطؤوني أقنعهم بصحة كلامي.

الطالبات الجديدات والقديمات، الأساتذة والمدرسات كلهم معجبون بشخصيتي، استطعت أن أبرز نفسي، واعتقدت أن مشكلة البلع لم تعد تؤثر علي، حيث كنت أخفيها بسعلة تليها بلعة أو أتظاهر أنني أستخدم المنديل، أو أحرك شيئا كي لا يظهر الصوت، وأخفض رأسي، اعتقدت أنني تكيفت مع الوضع، ولا أحد يلاحظه، ويعتقدون بقوة شخصيتي.

وأما الموقف الذي جرى اليوم أذكره فأشعر بحرقة في قلبي وكأن كل شيء فشل، وكأن صورتي التي عانيت حتى بنيتها طوال هذه السنة قد هدمت، كأنني نقصت في عين كل من رآني، لم يكن أحد غائب اليوم، جميعهم رأوني، كل ما في الأمر أنني كنت أقوم بالإجابة على بعض أسئلة (السبر) عند السبورة أمام الجميع، فكأن شيئا هبط على قلبي، وأثقل علي لساني، وجعل قدمي ترتجفان، ثم بدأت أتكلم ثم أبلع البلعة تلو الأخرى.

بالتأكيد كنت قد صعدت لتسميع الدروس من قبل، وقدمت المشاريع، وشرحت دروسا، ولكن لم يحدث لي كل هذا، كنت أشعر بهدوء أكثر، وأبلع ريقي خلال فترات أطول بشكل لا يلاحظ كثيرا، ثم هناك مشروع (العلوم)، وشرح لدرس (الوطنية) يجب علي تحضيرهما وشرحهما بعد هذا الموقف الذي صعق ثقتي بنفسي وأعادها إلى الصفر، شعرت بالدوار، شعرت بعدم القدرة على الكلام، لا أريد هذا أن يتكرر، أنا جدا طموحة ولن أسمح لهذه المشكلة بأن تفسد حياتي وتمنعني من إبراز نفسي ومواهبي.

أنا لدي موهبة في شرح الدروس، أريد أن أري الجميع تلك الموهبة التي لدي، وأكون مرتاحة في الكلام،
ربما أطلت في الشرح، وكتبت تفاصيل غير ضرورية، ولكنني أردت أن أعبر لكم عن سوء تأثير هذا الأمر علي، حياتي كلها متوقفة عليه، لذا سامحوني على الإطالة، وقدموا لي إجابة تشفي قلبي وتثبته، فأنا مؤمنة بالمستحيل، ومؤمنة بأن الله على كل شيء قدير، ويستطيع أن يوقف مشكلتي وكأنها لم تكن،
أنتظر ردكم بفارغ الصبر.

والشكر الجزيل لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Noorabd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى لك المزيد من النجاح والتوفيق، فأنت متميزة وسوف تظلين كذلك -بإذن الله تعالى-، هذا الذي حدث لك وهي الحاجة المستمرة إلى بلع الريق والتي تغلبت عليها فيما بعد، ثم أتتك في شكل نوبة شديدة هي دليل نفسي جسدي على وجود قلق نفسي بسيط، ويظهر أن شخصيتك حساسة، القلق النفسي في بعض الأحيان يتحول إلى أعراض جسدية، وبما أن القلق أصلا مكونه النفسي الأساسي هو التوتر، هذا التوتر ربما يتحول إلى توتر عضلي، وعضلات البلعوم وعضلات المريء قد تتأثر ويحدث فيها هذا الانقباض الذي يؤدي إلى الحاجة المستمرة إلى البلع، أو الشعور بالحاجة المستمرة لبلع الريق.

ومن ثم يأخذ الأمر نمط وسواسي متكرر، أي لا يحس الإنسان بارتياح إلا إذا قام ببلع الريق، فإذا هي حالة قلقية نمطية وسواسية، والحمد لله أنت تغلبت عليها من خلال التجاهل، وصرف الانتباه، وهذا هو العلاج الأساسي، بعد ذلك هذه النوبة التي حدثت لك هي نوبة مخاوف ويظهر أنه حدث لك شيء من الرهاب الاجتماعي البسيط، أو ما نسميه عدم القدرة على التكيف في موقف يتطلب مواجهة فظهرت لديك الأعراض النفسية، وكذلك الأعراض الجسدية والتي تمثلت في تكرار بلع الريق، أنت متميزة والحالة التي تعانين منها ليست حالة مرضية، وأنا أؤكد لك أن الذي حدث لك أمام زميلاتك لم يكن بالشدة والحدة والكثافة والعمق الذي تتصورينه، نعم قد تكون هنالك بعض الأعراض كتسارع ضربات القلب، الشعور بثقل اللسان، البلع تلو البلع لكنها ليست بالشدة والعددية التي تتصورينها، دائما صاحب القلق خاصة قلق المخاوف تتضخم لديه التفاعلات الفسيولوجية والنفسية التي تحدث له.

أنا أريدك أن تتجاهلي هذا الموضوع تماما، وأريدك أن تتدربي على تمارين استرخائية، تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، وكذلك تمارين التنفس التدرجي ممتازة جدا، توجد برامج كثيرة على الإنترنت توضح كيفية ممارسة هذه التمارين كما أن الأخصائيين النفسيين يقومون بتدريب الناس على هذه التمارين، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015 يمكنك أن ترجعي لها من أجل تطبيق التمارين الاسترخائية، وأريدك أيضا أن تكثري من أن تعرضي نفسك في الخيال للمواقف التي تقدمي فيها البرزنتيشن أي تتصوري أنك قد قمت بتقديم موضوع كبير جدا وكان هنالك نقاش وأسئلة وحوارات دارت بينك وبين من يستمع إليك، وأنت صاحبة مقدرة كبيرة في الشرح وتقديم العروض، فثقي في نفسك وقدمي هذه العروض في الخيال على الأقل مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، وكل تقديم يستغرق حوالي 20 دقيقة، وبعد ذلك طبقيها في الواقع، أريدك أيضا أن تنتمي لأحد الجمعيات الثقافية والاجتماعية والخيرية أو جمعيات القرآن الكريم هذا يوسع من مقدراتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات