أعاني من آلام في اللوزتين، هل تنصحون بالتدخل الجراحي؟

0 53

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 29 عاما، بدأت مشكلتي من عشرة أشهر، وحتى الآن لم أجد لها حلا.

بداية الحالة كانت جفاف شديد جدا في الأنف، لدرجة إن الهواء الذي أستنقشه يكون باردا جدا على الحلق، كأنني أستعمل حلاوة الفكس للحلق من شدة البرودة، وراجعت أحد الأطباء فأخبرني أنه جفاف، وباستخدام مرطب الأنف سيرطب الأنف والأغشية المخاطية، ولكنني استخدمته لمدة أسبوع دون نتيجة، ثم ذهبت لطبيب آخر عمل لي منظارا للأنف والحنجرة -والحمد لله-، لا يوجد شيء يستدعي القلق.

أخبرني الطبيب أنه مجرد جفاف أنف، وهذا يسبب ألم الحلق، وصرف لي مرهما مرطبا للأنف استخدمته دون نتيجة، ثم ذهبت لطبيب آخر صرف لي غسول أنفي وبخاخ للأنف، -والحمد لله- زالت مشكلة التنفس البارد من الأنف للحلق، لكن المشكلة الأخرى أن هناك شيئا لونه أبيض بجانب اللوزة اليسرى على جدار الحلق شكله بيضاوي طويل، أراه في المرآة الزجاجية، وأخبرت الطبيب عنه، وأنه يسبب لي آلاما مثل الحرارة واللسعة والجفاف، وألم متوسط في البلع جهة اللوزة اليسرى فقط، وصرف لي بخاخا يسمى سيكورال لأجل الجفاف، تم استخدامه لمدة شهر، ولم أشعر بتحسن كامل للحلق، ثم راجعت طبيبا آخرا فأخبرني أنها فطريات للحلق، وصرف لي جل للمبيضات الفطرية، وبعد استخدامه ذهب الجفاف، ولكن لا زالت أعراض الألم موجودة دون جفاف.

بعد فترة شعرت بألم شديد في الحلق، وذهب للطبيب وقال: التهاب في اللوز، واللون الأبيض الذي بجانب اللوزة اليسرى هو شريان صغير مزرق بوضوح، وهو الذي يغذي اللوزة، ولكن لا يوجد فيه نزيف، وقال: لونه ليس أبيض، بل أزرق يميل للحمرة، وصرف لي مضادا حيويا وبخاخا للأنف، خف الألم لفترة ثم عملت منظارا للمرة الثانية، والأمور طيبة -الحمد لله-، ولا شيء يستدعي للقلق، وبعدها رجعت لي آلام الحلق، وقال الدكتور: سنجري أشعة مقطعية حتى نتأكد نهائيا من المشكلة، وبعد إجراء التصوير، كان كل شيء سليم، وقال لي الطبيب: علاجك هو استئصال اللوزتين؛ لأنهما السبب في كل ذلك، مع العلم أن جميع الأطباء الذين راجعتهم أشاروا أن هناك احمرارا في اللوزتين.

السؤال: لماذا هناك شريان أزرق صغير واضح، وهل يختفي لونه بعد إجراء العملية، وهل تنصحون بإجراء العملية، وما هي الفوائد من استئصالها، وما هي المضاعفات التي يمكن أن تحدث، وهل الألم شديد بعد إجراء العملية؟

شكر الله سعيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالنسبة لعملية استئصال اللوزتين فلها حالات معينة يستحب فيها الاستئصال، ومن هذه الحالات التهاب اللوزتين الجرثومي المتكرر، وضخامة اللوزتين، وغيرها من الحالات التي لا تنطبق على ما شرحته من الأعراض، حيث أن مجرد احمرار اللوزتين ليس مبرر أبدا لاستئصالهما, وفي هذه الحالة لن تتحسن الأعراض لديك بعد العملية، وتكون قد تعرضت لمخاطر الجراحة بدون داع.

بالنسبة لما تصفه بالشريان فهو على الأغلب توسع وريدي، حيث لا يوجد شرايين سطحية هنا، والشريان المغذي لللوزة يقع عميقا بالنسبة لها, وأما بالنسبة لهذا التوسع الوريدي فمن المفضل مراقبته، فإن ازداد حجما فيجب تخثيره أو الاستئصال، مع أخذ كل الاحتياطات الخاصة لمنع النزف الشديد، أو تعويض الدم في حال النزف، وهي بالتأكيد ليست بالعملية السهلة، وبرأيي لا يجب التعرض لفتح جراحي مثل استئصال اللوزتين في مثل هذه الحالة أبدا، فقد يكون هناك توسعات وعائية أخرى عميقة تسبب نزفا شديدا، ومهددا للحياة أثناء أو بعد الجراحة، ويمكن إجراء تصوير وعائي ظليل للمنطقة؛ لدراسة هذا التوسع الوعائي ومدى انتشاره العميق.

بالنسبة لمخاطر عملية اللوزتين فهي متعددة، وأهمها وأخطرها هو النزف أثناء أو بعد العمل الجراحي, كما هناك خطر الإنتان ومخاطر التخدير العام العديدة، بالنسبة للألم فهو يختلف من حالة لأخرى، وحسب عتبة الألم لدى المريض ومدى تحمله له، يزداد الألم كلما كانت العملية نازفة أثناء الجراحة، حيث يضطر الجراح لإجراء العديد من تخثير الأوعية النازفة الكهربائي (الذي يترك مكانه حرق صغير مؤلم), أو أحيانا يلجأ الطبيب لربط الأوعية النازفة بخيط جراحي، وهنا أيضا تكون هذه العقدة مؤلمة.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات