أخاف من الزواج لئلا يسيطر علي زوجي ويقهرني

0 571

السؤال

أنا أرغب في الزواج وفي تكوين أسرة، ولكني أخاف الرجل الشرقي، وبالأخص الخليجي الذي هو ابن بلدي.

لا أرغب في تغيير عاداتي التي عشتها، أنا من أسرة أعطاني فيها والدي حرية التصرف والقرار والخروج والسفر، ولا أجيد الطبخ ولا أريد أن يأمرني رجل بإحضار شيء له لمجرد أنه ولي أمري بعد والدي، أخاف الظلم وأخاف أن أقهر على يد رجل؛ لأن الرجل العربي تربى على اعتبار المرأة مخلوق يستحق القسوة والعنف إلا عندما يكون له حاجة فإنه يتعامل باللطف!

الرجاء مساعدتي فأنا أدعو الله ليل نهار أن يرزقني الرجل الصالح المناسب، ولكني أخاف من نفسي ومن ردة فعلي تجاه السيطرة والسيادة التي قد يمارسها الرجل علي.

علما بأني لست شخصية مسيطرة بل الرقة واللطف هي شخصيتي، ولكني خائفة خائفة ألا أجد عقلية سليمة تستوعبني وتقدرني، فأكون حكمت على نفسي بالعذاب بعد أن كنت عانسا لا يلتفت لها المجتمع، ولكنها تمارس حياتها أفضل من المتزوجة.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ سها حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يبلغك المقاصد والمناجح، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

لن تكون حياة العوانس أفضل من حياة المتزوجات، واسألي المجربات، وإذا كانت هناك تجارب فاشلة فهي محدودة ولها أسبابها المعروفة، وديننا العظيم يعطي المرأة فرصتها كاملة في الاختيار، ويبني الحياة الزوجية على القبول والرضا.

إذا فرطت امرأة في حقها فاللوم عليها، فأحسني اختيار شريكك لأن رحلة الحياة طويلة وننصحك بصاحب الدين والخلق، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، والرجل الشرقي يغار على زوجته، وهذا دليل على حبها، وقد يبالغ في صيانتها والخوف عليها، وهكذا يفعل من يملك الجوهرة الثمينة، وقد ثبت في الدراسات النفسية أن المرأة التي تقول زوجي لا يسألني إن خرجت أو جلست ويترك لي حرية التصرف حزينة من داخلها؛ لأن هذا يدل على عدم الاهتمام بها، وينافي طبيعة المرأة التي تميل إلى من يحميها ويحتفي بها.

يؤسف الإنسان أن يقول أن بعض المتزوجات لا ينقلن إلا الجانب المظلم في الحياة الزوجية، وقد يكون السبب في ذلك هو الحسد أو خلافه، ونصيحتي للفتيات أن لا يستمعن لمثل تلك الأفكار الكاذبة التي غالبا ما تكون نفسية المتكلمة ونظرتها السوداء للحياة من أهم أسباب الفشل، ولا داعي للخوف فإن المرأة هي صاحبة التأثير الأكبر على زوجها إذا أتقنت فنون الأنوثة، والرجل ضعيف أمام المرأة الصالحة الودود التي تحسن التبعل لزوجها.

لا تظني أن المرأة الغربية سعيدة بحريتها التي انقلبت إلى تحلل من الفضائل؛ فوجدت نفسها عريانة وحولها شهوات الرجال تضطرب في حيوانية بهيمية، وقد عبرت كثير منهن عن تعاستهن حتى وجد من تقول: "أتمنى أن أكون الزوجة الرابعة والثلاثين – وليس الرابعة – عند مسلم لأن المرأة عند المسلمين ملكة معظمة وأميرة محترمة".

لا شك أن كثيرا من النساء ندمن على تأخير الزواج بدعوى الدراسة أو غيرها، فخير البر عاجله، وللرجال خلق النساء ولهن خلق الرجال، ولن يدوم للإنسان أب ولا أم؛ فالأعمار بيد الله، لذلك سارع الفضلاء بتزويج بناتهم.

لا بد للإنسان من تقديم تنازلات من أجل من يحب، والحياة الزوجية دستورها المودة والرحمة، وأقرب الناس للمرأة زوجها، وهو بمنزلة لا يعدلها أحد، فلا تحرمي نفسك من السعادة الزوجية بهذه الأفكار الوهمية، وسوف تجدين من الرجال من يناسبك.

اعلمي أن المسلم يحتكم لشريعة الله التي توزع الأدوار وترسم الطريق إلى أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق، وأهل الإسلام إذا حصل بينهم خلاف فإنهم يردونه إلى الله ورسوله، ويلتزم الجميع بحكم الله، وتصبح أيام الخلاف ذكريات وملحا للحياة الزوجية في طريقها الطويل.

والله الموفق.




مواد ذات صلة

الاستشارات