السؤال
حاولت إسعاد زوجي منذ تزوجته بكل ما في وسعي من التزين والمعاملة... إلخ، لكنني صدمت برفضه لبعض الزينة والتصرفات الجميلة مني! ناقشته فقال لي أن هذا طبعه، مع أني كنت عروسا، أطعته وأقلمت نفسي على رسميته، أنجبت أطفالا وما زال يطالبني بالتقليل من الأمور التي ذكرتها!
وبعد عدة سنوات تزوج امرأة أخرى من بلد آخر بحجة التنويع بالنساء، أخبروني إخوته وأهله بأن حلمه قبل أن يتزوجني هو أن يتزوج من تلك البلاد، تقبلت الموضوع بكل عقلانية وصبر، لكنه زاد سوءا وهروبا مني، تيقنت واستنصرت بربي أن يهدئ الأمور، طلقني ولأسباب تافهة ثم راجعني وتحسن كثيرا!
وزادت مشاكله مع زوجته الأخرى مع أنه أحبها كثيرا وكان يتقبل منها كل شيء جميل أمام ناظري، ومشكلتي هي أنني لم أعد أحبه مثل السابق فأرتاح كثيرا إذا ابتعد، وأقلق إذا أتى! أحاول أن أرجع كما كنت لكنني لا أستطيع!
طلبت منه أن يبتعد ويتركني مع الأولاد، لكنه رفض، يزيد تحسنا ولا أستطيع أن أتقبله، كيف أحسن من سلوكياتي؟ مع العلم أنني سامحته من كل قلبي عما بدر منه، لكنني أريد أن أحس أنني أتقبله بشكل طبيعي، مع العلم أني أعاني من مشكلتي هذه منذ سنتين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله لك في زوجك وأولادك، وكثر في أمتنا من أمثالك، ورزقك السداد والرشاد وأصلح بالك.
شكرا لك على هذا الوعي والوفاء، وليت بنات المسلمين يفكرن بهذه الطريقة، وقد أعجبني لجوءك إلى الله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وأسعدني حرصك ورغبتك في كل خطوة إلى الأمام، واعترافك بتحسن الزوج ومنحه الفرص الكثيرة حتى أصبح يتعلق بك ويتحسن يوما بعد يوم.
وأرجو أن تحاولي نسيان مرارة الماضي وفتح صفحة جديدة مع هذا الرجل ومما يساعدك على ذلك ما يلي:
1- أن تعرفي أن ما حدث كان بقضاء وقدر، والمؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره.
2- أن تتذكري أنه لا مانع شرعا من أن يتزوج الرجل بزوجة ثانية؛ فلا تتأثري بتحريض الناس ولا بما بثته وسائل الإعلام، ولكن الصواب أن ننظر في الذي كان عليه الصحابة الكرام.
3- لا بد أن تعلمي أن هذا الرجل ما كان ليعرف قيمتك وفضلك إذا لم يقدم على تجربة أخرى مع زوجة زعم أنه أحبها، ولكن الحب الحقيقي هو الذي يصمد أما الأزمات وليس بالمظاهر وكلمات المجاملة.
4- تذكري أن التودد للزوج وإظهار السرور به طاعة لله.
5- اطلبي منه أن يهتم بمظهره أكثر وأكثر.
6- من كمال الإيمان وجميل الخصال العفو عن المقصر ونسيان الماضي، قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: (( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ))[يوسف:92].
7- حاولي دائما أن تتذكري محاسن هذا الزوج وليس ما عنده من المساوئ.
8- تأكدي أن سعادة أطفالك لا تتحقق إلا بوجود ركن المنزل (الأب) حتى ولو كان مقصرا، واطلبي منهم أن يكونوا بارين له.
9- تعوذي بالله من الشيطان، وأكثري من تلاوة القرآن، وسوف تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي بحول الله وقدرته، ثم بسبب هذا العقل والوعي الذي وهبه الله لك، ونسأل الله أن يغفر الذنوب ويؤلف بين القلوب.