كيف أتعالج من أعراض التوتر والاكتئاب نهائيا؟

0 140

السؤال

السلام عليكم.

الدكتور القدير/ محمد عبد العليم وأسرة موقع إسلام ويب الكرام أشكركم جزيل الشكر على جهودكم المبذولة في خدمة الناس، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

عمري 33 سنة، ووزني 102 كلغ، وطولي 177 سم، لدي اكتئاب وقلق وأرق منذ ٧ سنوات تقريبا، وكنت أستخدم العلاج لفترة، وأتدرج حتى أتوقف عن استخدامه لسنة، وما أن تعود إلي الأعراض بشكل مفاجئ حتى أعود لتناوله.

وقبل 15 يوما عادت أعراض الاكتئاب والقلق والأرق الشديد، فتم وصف عدة أدوية لي، وهي نصف حبة ريميرون قبل النوم، و10 ملغ سيبرالكس صباحا.

التحسن طفيف، وما زالت أعراض التوتر تراودني فلا أشعر بجمال اليوم الذي أعيشه، وأشعر بالخوف والوساوس إن خرجت لأمارس رياضة المشي، علما أن أدويتي السابقة كانت سيمبالتا 120 ملغ، وريميرون نصف حبة، ولكنه رفع الضغط فجأة، لذا اضطر الطبيب أن يقوم بتغيير علاجي إلى السيبرالكس، أيضا عندما أمارس رياضة المشي الطويل أشعر بتنميل في أصابع يدي اليسرى، فما السبب؟

ولدي مخاوف وسواسية تثير الرعب في داخلي دون رغبة مني، وكأن عقلي الباطن يصور لي كل المخاطر ويريد مني تصديقها، وبالفعل عقلي يستجيب لها مهما قاومته.

في الآخير لا أريد الإطالة عليكم، أردت فقط أن أكتب لكم الجديد مما أشعر به لأخذ نصحكم، لأستفيد وليستفيد الآخرون ممن يعانون نفس ما أعانيه، ولكم خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أود أن أقترح عليك – أخي الكريم – أن تنخرط في مشروع أراه مهما جدا بالنسبة لك، وهو مشروع تخفيف الوزن، أولا انخراطك في هذا المشروع المهم والصحي بالنسبة لك سوف يصرف انتباهك عن القلق والاكتئاب، وبعد أن تنجز بأن تخفض وزنك هذا في حد ذاته يشعرك بمشاعر إيجابية ممتازة، لأن السمنة في حد ذاتها قد تؤدي إلى الاكتئاب.

أنا أعرف أن الأدوية ربما تكون سببا في زيادة الوزن بالنسبة لك، لكن الأمر ليس مستحيلا.

الاكتئاب يعالج من خلال الأفعال، من خلال الإنجازات، وهذا علاج سلوكي مهم جدا، لأن الاكتئاب يتميز بوجود تشوه وسلبية في الفكر، وسلبية في المشاعر، وهذا يؤدي إلى اضطراب وعدم المقدرة على الإنجاز، فإذا الإنسان إذا قام بمشروع حياة وأجاده فهذا يعتبر من الأفعال الطيبة والجيدة والتي تشجع كثيرا على المزيد من الإنجازات والأفعال.

لا تستغرب هذه البداية التي بدأت بها الإجابة على رسالتك، لأني أراها بداية جوهرية جدا وبداية مركزية أساسية.

والأمر الثاني: التغلب على الاكتئاب يكون من خلال حسن إدارة الوقت، والتواصل الاجتماعي، والنسيج الاجتماعي الإيجابي والمتميز، والإنسان الذي يقوم بواجباته الاجتماعية على أكمل ما يكون دائما تجده مرتاح النفس، ومعنوياته عالية جدا وإيجابية، وكذلك مشاعره.

الحرص على متطلبات العبادة، وعلى رأس الأمر يجب أن تكون الصلاة في وقتها ومع الجماعة.

الرياضة اجعلها جزءا من حياتك، جزءا أساسي لتحسين أدائك المعنوي، ولتخفيف الوزن، وتحسين الدافعية والنشاط النفسي والجسدي.

أخي الكريم: شعورك بالتنميل عند ممارسة الرياضة أعتقد أن هذا أحد الروابط النفسية السلبية، فتجاهل هذا الموضوع تماما واستمر في مشروعك الرياضي.

المخاوف الوسواسية كثيرا ما تكون ثانوية عند بعض المكتئبين، ولذا لا أريدك أن تعتبر نفسك أنك تعاني من حالات متعددة، الذي يظهر لي أن لديك شيئا من القلق الاكتئابي المصحوب بشيء من الوساوس والمخاوف.

السبرالكس علاج رائع وعلاج جيد جدا وعلاج مفيد، لكن ربما يزيد من رغبتك في الطعام، والريمارون أيضا يؤدي إلى شراهة نحو السكريات، فأرى أن تستبدل السبرالكس بالبروزاك مثلا – إذا وافق طبيبك على ذلك – والجرعة يمكن أن تكون حتى أربعين مليجراما يوميا، وجرعة الريمارون اجعلها ربع حبة ليلا.

واحرص على تنظيم صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، والحرص على أذكار النوم، وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، والرياضة، وتثبيت وقت النوم: هذه -إن شاء الله تعالى- تساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات