أريد كلاما يدعمني ويخرجني من دوامة الأفكار.

0 58

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عام، أعاني كثيرا من الخوف، حينما أكون برفقة شخص ما لا ينتابني هذا الشعور، لكن عندما أكون لوحدي لا أستطيع حتى الذهاب إلى الجامعة، مما أدى إلى فشلي الذريع لثلاث سنوات، بعدما كنت الأولى دائما في صفي.

أخاف كثيرا من المواجهة، ودائما تنتابني نوبات بكاء في الجامعة لأنني أرى الناس مندمجين، بينما أقف وحيدة، لقد عانيت من مشاكل في طفولتي، وتعرضت للعنف والترهيب، أحيانا أظن أن هذا هو السبب.

حاليا لم أخرج من البيت منذ ما يقارب السنة، أنا إنسانة قوية جدا من الداخل، أعرف أنني أستطيع أن أتخلص من كل هذه الضغوطات النفسية ولكن تخونني دموعي كلما بدأت وأحس بالضعف، مما يجعلني في تناقض شديد.

أفكر في الذهاب لطبيب نفسي لكنه مكلف، لذلك سأصبر قليلا حتى يتسنى الوقت المناسب، لكن أريد منكم كلاما يدعمني ويوقظني من هذه الحيرة، ويخرجني من دوامة الأفكار.

ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فعلا أنت تعانين، والمعاناة هي تتمثل في الخوف والرهاب، وهذه المعاناة أثرت عليك تأثيرا واضحا في هذا التخلف الدراسي، وفي حياتك الاجتماعية بصورة عامة، ولا يعني أن هذا ضعفا في الشخصية، بل هو اضطراب نفسي من اضطرابات القلق -أختي الكريمة- يحصل لكثير من الناس، ويحتاج إلى علاج حتى تعيشي حياة طبيعية.

وأنا لا أدري: هل مثلا مقابلة طبيب نفسي في العيادة مكلفة جدا يمكنك مقابلته مرة مثلا؟، وبعد أن يقوم بالتشخيص ويصف لك الدواء تذكرين له أنك لا تستطيعين المتابعة معه باستمرار، والزيارة الأولى قد لا تكلف كثيرا، ولكن المتابعة قد تكون هي المكلفة ولا يقدر عليها البعض.

الشيء الآخر: لا أدري هل لا توجد مشاف حكومية في البلد الذي تعيشين فيه، ويمكنك مثلا العلاج في العيادات الخارجية في المستشفيات النفسية؟ لأنه ليس بالضرورة العيادات الخاصة، هنالك في العيادات النفسية الخارجية الحكومية يمكن العلاج من خلالها.

على أي حال: تحتاجين لعلاج لأنك عانيت ما فيه الكفاية، ونحن نقدر صبرك ومحاولة الصبر على هذه الآلام والمشاكل التي تعيشنها، ولكنك تحتاجين للعلاج حتى ترجعي إلى طبيعتك، وهناك أدوية كثيرة سوف تساعدك، من فصيلة SSRIS مثلا، مثل (سبرالكس)، أو (باروكستين)، أو (زولفت)، ولكن يجب أن يكون كل هذا تحت إشراف طبي ومتابعة بقدر المستطاع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات