السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، وزوجي لديه أخ وثلاث أخوات من أمه المتوفاه وهم متزوجون ولديهم أطفال، لقد توفي والد زوجي وترك خمسة أطفال صغار من زوجته الثانية، أكبرهم عمره ثلاثة عشر والأصغر خمسا ونصف، وقد طلق زوجته الثانية قبل وفاته والتي أخذت معها اثنين من أطفالها ووضعتهم مع والدها المعيل لها فطلب أشقاء زوجي بأن يسكن الأطفال الصغار معنا بحجة أنه الأكبر سنا وأنه الآن هو المسؤول عن العائلة.
وبصراحة أنا أشفق على الأطفال، ولا أريد أن أغضب الله، ولكن لا أستطيع أن أتحمل مسؤوليتهم ومسئولية تربيتهم؛ لأن لدي أطفالا صغارا يحتاجون إلى تربية وإرشاد ومتابعة مستمرة أثناء الدراسة، بالإضافة إلى أن زوجي مريض ولا يعمل منذ سنوات، فأنا المعيلة لأسرتي، وقد قال لهم زوجي بأنه لا يستطيع تحمل مسؤوليتهم، وهم يرفضون إرسالهم إلى أمهم؛ لأنها غير مبالية بهم، ويريدون من زوجي أن يتكفل بهم، وزوجي محتار فهو لا يعرف ماذا يفعل أمام إلحاح أشقائه!
أرجو أن تجدوا لي حلا؛ لأنني أشعر بأن كل شيء على عاتقي وفوق طاقتي، ساعدوني ليساعدكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يهيأ لهؤلاء الأطفال من أمرهم رشدا، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن رعاية الأطفال مسئولية كبيرة ومهمة عظيمة؛ فكيف إذا كانوا أطفال لرجل آخر متوفى ولأم مطلقة لا تبالي بهم؟! وهذا لو تعاون الأشقاء على تربيتهم بأن يأخذ كل واحد منهم طفل من أولئك الصغار ويضمهم إلى أبنائه، عندها سوف تكون المهمة سهلة على الجميع، وفي ذلك أيضا تقدير لظروف زوجك المريض، وبر بوالدهم المتوفى -رحمة الله- عليه، ولا شك أن مصلحة هؤلاء الصغار في تربيتهم على طاعة الله وتعليمهم القرآن حتى يعرفوا فضل من قام بتربيتهم ويترحموا مستقبلا على والدهم، ولن يصلح لهذه المهمة إلا من يتقي الله ويخاف من غضبه، وقد أسعدني شعورك بالمسئولية، ولذا فأرجوا أن تحاولي القيام بهذا الدور، فإن عجزت فلا أقل من أن تقومي بتربية الابن الأكبر منهم ليكون رأسا لإخوانه وموجها لهم، ولن ينسى لك زوجك هذا العمل، ولن يضيع فاعل المعروف عند الله، وسوف يرتفع قدره بين الناس، وعلينا لذلك أن ننظر في زوجات الإخوان وصلتهن بهؤلاء الأيتام؛ فالأقرب في صلتهم بهم أولى من غيرها برعايتهم؛ خاصة إذا كانت القرابة عن طريق الأمهات، وكن صاحبات دين وطاعة لله.
وعلى كل حال فالصواب أن يتولى زوجك معالجة الموضوع، ويفضل عدم تدخلك بينه وبين إخوانه؛ حفظا لصلات الرحم بينهم، ولا تقصري في عمل ما تستطيعين، واعلمي أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ولن يخذل الله من أغاث ملهوفا أو رحم صغيرا أو أعان على نوائب الدهر.
وننصحك بصلاة الاستخارة، وانظري للموضوع من كل الزوايا، والأمر بسيط وقابل للأخذ والرد، وقدمي النية الصالحة، واحرصي على العمل المبرور، وأبشري بعون الله وتوفيقه؛ فإنه القائل: (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))[النحل:128].
وبالله التوفيق.