وسواس الموت جعلني أفقد دوري كأم وزوجة وأنتظر الموت.

0 61

السؤال

السلام عليكم.

عمري 25 سنة، أم لطفلين، الصغير عمره شهران، تعرض زوجي للسقوط على يده وهو يلعب كرة القدم، وفي اليوم التالي شعرت بدوار شديد، وأحسست أني سوف أموت، واستمر هذا الشعور لمدة أسبوعين، حتى فقدت طعم الحياة، وكل شخص أراه أشعر أني لن أراه مرة أخرى، وصرت أخاف من الوحدة، أدخل في الصلاة والذكر والدعاء لكن الشعور أن الموت قادم يستمر معي، أغير مكاني وأستمر بالذكر لعل الإحساس يختفي، وأحيانا أستسلم للشعور وأفكر في الاستعداد للموت.

أعاني حاليا من آلام في الرأس، ورعشة ودوار وسرحان مستمر، أستمع لأشرطة تحفيزية فأرتاح، وبعدها مباشرة أحس بأني سأموت، فأبدأ بتوديع أطفالي، هذا الشعور سبب لي الأرق، ولا أستطيع النوم، تأتيني حالات هلع أحس أنه سيغمى علي، حتى طلبت من زوجي بأن يتزوج، وأهلي يربون أطفالي، لقد فقدت شعور الأمومة وفقدت دور الزوجة، أجلس أنتظر الموت، تعبت جدا، أصبحت أبكي طوال الوقت، لا أفكر في أي شيء، حتى الدعاء بطول العمر لا أطلبه من الله اعتقادا أن الأجل لا يتغير بالدعاء، فما سبب هذا الإحساس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاجر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الذي حدث لك غالبا هو نوع من نوبات الهرع التي أتتك في شكل دوار، ومن ثم الخوف، وربما يكون موضوع الإصابة التي أصابت زوجك في كرة القدم ربما تكون هي نقطة الإثارة التي جعلت هذا القلق والهرع يظهر بهذه الكيفية، وبعد ذلك ظهرت لديك وساوس ومخاوف واضحة جدا، خاصة فيما يتعلق بالخوف أو الوسوسة حول الموت.

أنت الآن من الناحية الطبية النفسية في فترة النفاس، وهذه الفترة هي ستة أشهر، حيث نعتبرها فترة هشاشة نفسية بالنسبة لكثير من النساء، وهذا جعل هذه الأعراض تزداد عندك.

الحالة -إن شاء الله- بسيطة، لا تهتمي لهذه الأفكار، قاوميها، ولا تعطيها أهمية أبدا، اشغلي نفسك بما هو مفيد، وأنت قطعا محتاجة لعلاج دوائي.

إن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم يكن فهناك دواء يسمى (زولفت) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (سيرترالين)، هو دواء ممتاز جدا لعلاج المخاوف القلقية الوسواسية، ويتميز بأنه سليم مع رضاعة الطفل، بمعنى أنه لا يفرز في حليب الأم، وهذه ميزة كبيرة تميز هذا الدواء، فأرجو أن تبدئي في تناول الدواء، والجرعة التي تفيدك هي جرعة صغيرة، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – تناوليها يوميا، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وفي حالة عدم الاستجابة الجيدة بعد مرور شهر على تناول الدواء، يمكن أن ترفعي الجرعة إلى حبتين لمدة شهر، ثم تجعليها حبة واحدة لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو أن تحسني صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، وكذلك التوقف التام عن تناول القهوة والشاي بعد الساعة السادسة مساء، وطبقي بعض التمارين الاسترخائية، إسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 أوضحنا فيها كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطبقي الإرشاد الموضح فيها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات