السؤال
السلام عليكم.
أنا أعاني من اضطراب وجداني ذهاني، هذا المرض أصابني منذ 7 سنين، وتعثرت كثيرا في الدراسة، ولكني في حال أفضل بعد أن تناولت عقارا اسمه انفيجا سستنا 150 مجم.
كنت أتناول اللوسترال والفافرين والسبرالكس، وكنت في أحسن حالاتي، ثم عاد لي الاكتئاب منذ فترة قصيرة فذهبت للطبيبة التي شخصتني، فنصحتني بتغيير الفافرين بريميرون وبوسبار وافكسور، ولكني أشعر بعدم الهمة أو السعادة مع هذه الأدوية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا كان تشخيصك فعلا هو الاضطراب الوجداني مع أعراض ذهانية فإن العلاج في الأصل يجب أن يكون في مثبتات المزاج مع مضادات الذهان، حتى تختفي أعراض الذهان، ولعل من الأدوية الفعالة لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية مع الأعراض الذهانية هو عقار (اريبيبرازول Aripiprazole)، لأنه مضاد للذهان، وله خصائص في تثبيت المزاج في نفس الوقت – أخي الكريم – ومثبتات المزاج الأخرى مثل الـ (ليثيوم Lithium) و(صوديوم فالبرويت Sodium Valproate) أيضا فعالة في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حتى وإن كان يأتي في شكل اكتئاب.
استعمال مضادات الاكتئاب – أخي الكريم – في علاج الاضطراب الوجداني فيها الكثير من الجدل، بعض الأطباء لا ينصحون باستعمالها مطلقا، لأنها قد تؤدي إلى نوبات هوس، ويفضلون الاستمرار في مثبتات المزاج، وبعض الأطباء يوصون باستعمالها مع حذر شديد، ولعل مضاد الاكتئاب الذي يوصى باستعماله – إذا كان من ضرورة – في علاج الاضطراب الوجداني هو الـ (فلوكستين Fluoxetine)، أثبتت دراسات أنه أكثر فعالية من غيره في علاج الاكتئاب الذي يحصل في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وبمجرد زوال الاكتئاب يجب أن يتم التوقف من الدواء، هنا يجب ألا يستمر تناول الدواء لفترة طويلة، خوفا – كما ذكرت – من حدوث نوبة هوس.
إذا عليك – أختي الكريمة – بالمتابعة مع استشاري طب نفسي، لأن علاج الاضطراب الوجداني يتطلب طبيب نفسي خبير، وذو دراية واسعة في الطب النفسي، لأنه – كما ذكرت – هناك خوف من حدوث نوبات هوس إذا تم التركيز على مضادات الاكتئاب، وهذا لا يتوفر إلا مع متابعة الطبيب الذي لديه خبرة، وفي بعض الدول الغربية الآن تم إنشاء عيادات فقط تعالج الاضطراب الوجداني لأهميته، ويكون هناك متخصصون فقط في علاج هذا النوع من الأمراض النفسية.
وفقك الله وسدد خطاك.