السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
منذ 3 سنوات أصبت بحالة من الرعب والفزع المفاجىء، كنت حينها أشتغل، ومقبلا على الزواج، فأصابني خوف وهلع من كل شيء، وكان يغلب على ظني دائما أنني لن أوفق في زواجي وعملي، وكنت أشعر أنني لست قادرا على الذهاب إلى عملي.
تطور الحال إلى وساوس قهرية ترافقني دائما، بعدها بفترة قصيرة شاء الله أن صاحب العمل طردني لأسباب تافهة، فرضيت بما قسمه الله لي، لكن ظلت الوساوس ترافقني (وساوس أنني مريض بمجموعة من الأمراض، وخوف شديد من الله).
ازداد الطين بلة حين أصبت بوسواس الكفر والإلحاد، شعرت حينها أن لا وجود لذرة إيمان في قلبي، وساوس في صلاتي، وفي ربي -جل جلاله- وحين أقرأ القرآن، كنت تحت ضغط لا يعلم به إلا الله، بكاء ليل نهار، هم وغم، كسل وتعب وآلام في الجسد، غلب على ظني أنني هالك لا محالة، من فرط الضغط أصبت باضطراب الأنية.
من لطف الله بي ألهمني مسائل ساعدتني على التخلص من الخوف والهلع دون طبيب ولا عقاقير، شعرت بقوة باطنية خفية توجهني، وصوت كأنه يقول لي: كن مع الله واصبر فلن يتركك الله لدنيا ولا لشيطان، كان ذلك محفزا لي، فوضت أمري إلى الله، وأدركت حينها معنى الدنيا ومعنى الابتلاء، حينها خف اضطراب الأنية ولم يعد يرعبني رغم ما يجلبه لك من أحاسيس وشعور غريب، ولم أعد ألتفت للوساوس.
ظل فقط أمران، الأول: هو أنني في صلاتي يصيبني سهو وأسرح بخيالي، وينعدم التركيز خصوصا حين أحس بعوارض اضطراب الأنية.
والأمر الثاني: هو كيف أتخلص من (رهاب العمل) أشعر أنني لست قادرا على العمل.
وختاما أريد منك نصحا وتوجيها، وهل أنا في الطريق الصحيح، أم أن هناك أمورا يجب أن أغيرها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأصابتك نوبة هلع طبعا قبل ثلاث سنوات وتطورت نوبة الهلع أو صاحبها أعراض قلق وتوتر ووسواس -والحمد لله- أنك بفضل من الله استطعت التغلب على معظم هذه الأعراض من وسواس وغيره -كما ذكرت- بالاستعانة بقراءة القرآن بانتظام، والصلاة.
وذكرت أنك الآن صار يحصل لك سهو في الصلاة، ونصيحتي لك في هذه أن تداوم على صلاة الجماعة وبالذات في المسجد؛ فهذا يساعدك كثيرا في التخلص من السهو، وبالذات إذا بكرت في الذهاب إلى المسجد، في وقت مبكر تذهب إلى المسجد تؤدي صلاة تحية المسجد وتجلس في المسجد لفترة، فهذا يساعد في الخشوع، وبالذات يساعد في عملية السهو في الصلاة.
عوارض اضطراب الأنية هي من أعراض القلق والتوتر، وعلاجها في التجاهل، تجاهلها بأن كل ما بدأت تشعر بعوارض الآنية، وهو اضطراب في المشاعر والأحاسيس أن تصرف تفكيرك إلى شيء آخر تدريجيا سوف تختفي -بإذن الله-.
قد يكون طردك من العمل في السابق أثر عليك الآن في موضوع العزوف عن العمل أو عدم الرغبة، أصابك طبعا نوع من الرهاب والإحباط عندما طردت من العمل كما ذكرت لسبب تافه، ولكن مهم جدا أن تجد عملا آخر، وأن تداوم عليه؛ لأن هذه هي الطريقة المثلى في كسب الثقة في العمل، في كثير من الأحيان عندما يتوقف الشخص عن العمل لفترة من الوقت يحتاج لوقت آخر حتى تعود إليه الرغبة في العمل، وعادة الدواء بانتظام وهكذا، فلا بد أن تجد عملا حتى ولو كان لا يرضي طموحاتك في الوقت الحاضر فقط، للرجوع إلى عادة المداومة على العمل بصورة منتظمة، ويا حبذا لو كان عملا ليس فيه ضغطا نفسيا في الوقت الحاضر حتى تتعود على الدواء مرة أخرى بانتظام، وهذا يساعدك حتى تجد عملا أفضل منه.
الحمد لله من خلال -ما ذكرت- استطعت أن تتغلب على كثير من الأمور بنفسك، -وبفضل من الله- ومداومة على القرآن، ولا تنسى الدعاء والذكر، وهناك أشياء أيضا تساعد على الاسترخاء مثل الرياضة، هناك الآن فوائد جمة في الرياضة وبالذات رياضة المشي، رياضة المشي تساعد على الاسترخاء، وتخفض التوتر والقلق بدرجة كبيرة، ولكن أهم شيء المداومة عليها يوميا، من هذه الأشياء التي ذكرتها لا تحتاج إلى أي أدوية، اتباع هذه الأشياء سوف يساعدك على التغلب على هذه المشاكل، والعيش بحياة طبيعية مستقرة.
وفقك الله وسدد خطاك.