كيف أتخلص من مضايقات الشباب لي في الشارع؟

0 72

السؤال

السلام عليكم

أتعرض كل يوم لسماع سباب وقذف من مجموعة فتيان أرسلتهم جارتي الحقودة، كل يوم بأعلى الأصوات في الشارع ينادون اسمي ويطعنون في شرفي.

أبلغت أبي وناديته ليسمع، قال لي: إنه لا يسمع شيئا، نادى على أخي ليؤكد له كلامي، فقال: لا أريد مشاكل، ويجب أن لا أستمع لهم.

عندما أخرج أنا وأبي أجدهم بدراجاتهم يسبونني في الشارع من بعيد، ويتعمدونني لكي أنظر لهم ويصورونني بكاميرات هواتفهم، ويقولون صورتها.

تمادوا في أذيتي، بل وصل الأمر بهم أنني عندما أمشي مستعجلة أن يبصقوا علي، كل يوم نفس المكرة.

أخبرت أمي بأنني أريد أن أضع حدا وأتشاجر معهم، قالت لي: ستفضحين نفسك.

أرجو أن تخبرني ماذا أفعل؟ لأنني مللت من أسلوب الكلاب هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فرج الله همك ويسر أمرك ورزقك العون والصبر والحلم والحكمة والتوفيق والسداد.

- لا شك أن أذى الجار بلسانه وبيده وتحريضه السفهاء على جاره من أعظم أنواع البلاء لملازمته وتضييعه الحقوق, فالصبر عليه من أعظم وأفضل أنواع الصبر، وهو يحتاج لكثير من الحلم والمجاهدة للنفس قبل الشكوى، أو الاحتكام بالناس، لذلك فإنني أذكرك بفضيلة الصبر لا سيما على أذى الجار، وأن تحتسبي عند الله الثواب الجزيل لهذا الصبر الجميل (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، فكم هو أخلاقي ورائع أن لا تردي الإساءة بمثلها، وأن لا تلتفتي لهم، وأن تدركي أنه لن يضرك أذاهم, فلن يلبثوا حتى يملوا وينصرفوا (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

- يمكنك عند اللزوم والضرورة الجلوس مع جارتك في حوار هادئ لتذكيرها بحقوق الإسلام والجار، وإزالة ما قد يكون في نفسها من شبهة أو أوهام, إما ببيان خطأ في الفهم أو الاعتذار عنه إن وجدت حقيقته, فالأمر يعود إليك في معرفة ثبوته وحقيقته.

- ويمكنك في مرحلة أخرى أن ترسلي لجارتك من ينصحها من الفاضلات من الحارة من النساء العاقلات، أو ترسلي لزوجها بعض المشايخ وأعيان الفضلاء, وفي حالة الضرورة فلا بأس من شكواها إلى الجهات الرسمية فقد صح في الأثر "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

- وربما كان من المناسب أن تزوريها أنت وبعض الطيبات من الحارة مع تقديم بعض الهدايا والنصح ما أمكن.

- كثير ما تكون العداوة من الجيران بسبب الحسد، فاحرصي على كتمان أمورك وما قد يكون محل حسد جيرانك.

اصبر على كيد الحسود ** فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها ** إن لم تجد ما تأكله

- ومع عدم جدوى الحلول الممكنة, فكثيرا ما تكون مفارقة الحارة السيئة من أصدق وأفضل الحلول (الباب الذي يؤذيك منه الريح سده واستريح).

- الدعاء بأن يهديها الله ويصلحها ويكفيك أذاها وشرها.

والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات