السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا لدي مشكلة ولا أرى لها حلا، واستحالت علي، ألا وهي أنني تعرفت على فتاة قبل عامين ونصف، وأحببنا بعضنا ووعدتها بالزواج وكنت صادقا، وتركت دراستي، وكنت أجمع المال، وغيرت حياتي من أجلها ولكي نتزوج بأسرع وقت، المشكلة أنني على وشك التخرج حينما أرسلت لي أنها تريد الانفصال، ولم أستوعب الأمر، حدثتها بعد أسبوعين من الانفصال وقلت: أنا لا أريدك، وأنت لست أهلا للثقة، وانتهت المحادثة، وانشرح صدري لفعلي ثم رجعت للحزن.
استمررت لمدة شهر نومي جيد، وأكلي كذلك، وفيني من الحزن العميق، ولكن حياتي على ما يرام، بعد مرور الشهر دخلت على تويتر وبحثت عن اسمها حتى وجدت حسابها، وأصابني هلع وخوف ورهبة من أنني وجدتها، وأن هذا الخوف سيستمر للأبد، ولا يوجد له حل، وأنني كلما فكرت فيها بإمكاني البحث عنها حتى بعد حذف حسابها لأن الموقع يحفظ تغريدات صديقاتها وبعض الصور، وأنا منذ ذلك اليوم إلى الآن أمر بحالة سيئة جدا، وخوف ورهبة، وأنني بأي وقت بإمكاني أبحث وأرى كل هذه الأشياء.
لدي موعد اليوم مع دكتور نفسي، ولا أعلم ماذا سيحدث؟! وليس للحياة طعم، وليس لي رغبة بوظيفة حاليا أو أي شيء سوى الموت؛ لأن الموضوع أمامي ليس له نهاية، ومستحيل حله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أخي الكريم في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك ومما يمكن أن أشير به عليك.
بداية لم يكن تصرفك صحيحا بكونك تتعرف على فتاة أجنبية، وتتبادل معها كلمات الحب والغزل، فهذا أمر تحرمه الشريعة لما فيه من الخلوة المحرمة بين رجل وامرأة ويكون الشيطان ثالثهما، ولما فيه من الوقوع في الفتنة، وقد يصل إلى أمور أشد من هذه، فادعوك إلى التوبة مما حصل، وأرجو مستقبلا أن لا تكرر هذا الفعل مرة أخرى.
وأمر آخر: عليك أنا لا أعرف عن تدينك شيئا، فإن كنت مقصرا في طاعة الله، فاتق الله واعمل على رضاه، وتعلم من علوم الشريعة عن طبيعة العلاقة مع الفتيات وضوابطها، وإذا فعلت هذا فإن الله يوفقك إلى الزواج من امرأة صالحة عفيفة.
وأمر ثالث: بما أن تلك الفتاة قد قررت الابتعاد عنك، وعبرت عن عدم رغبتها بالزواج، فهذا أمر راجع لها، وهي كانت صريحة معك، وأنت تقبلت الأمر بشكل طبيعي، فلا داعي للبحث عنها عن طريق وسائل التواصل، بل اعتبر انتهى، وانس أنك تعرفت عليها، وعش حياتك بشكل طبيعي جدا، و اقطع التفكير في تلك الفتاة تماما لعلها الآن قد تعرفت على غيرك أو أنها مخطوبة أو قد تزوجت، فلماذا تبحث عنها؟! الشيطان يسيطر عليك بالبحث عنها، ويوقعك في القلق يريد أن يفسد عليك حياتك فاستعذ بالله من شره، واسأل الله أن يسنيك إياها.،واكثر من ذكر الله، وكل هذا سيزول عنك، وأظنك لن تكون بحاجة إلى الذهاب إلى طبيب نفسي.
وأخيرا لا ينبغي أن تتوقف الحياة عند فتاة رفضتك وتركتك وأنت ما زلت متعلقا بها، استمر في حياتك وابحث عن الوظيفة، ودعك من هذا الحب الذي لا حقيقة له.
وفقك الله لمرضاته.