كيفية التعامل مع الزوج الذي يشرب الخمر ولا يصلي

0 680

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو التكرم بنصيحتي حول موضوع زوجي، حيث أنني تزوجت من رجل مسلم غير عربي، ولم نكن نعرفه حق المعرفة، حيث كان يصلي في بداية الزواج، وقد رزقت منه بولدين، ولكنه الآن يشرب البيرة ويشرب الخمر من وقت لآخر، ورغم أنني أنصحه إلا أنه يشرب الخمر -خاصة البيرة- بشكل مستمر دون أن يصل للحالة (السكر)، ودائما أذكره بالله بشكل مستمر، ولكنه يقول: إنه نشأ في أسرة متحررة، فماذا أفعل؟ لقد هددته بالانفصال، ولكنه يحب أبناءه جدا، ويشعرني أنه يحتاج إلي في كل أمر، ورغم ذلك يحب أن يكون له علاقات مع نساء وفتيات.

والدي يشجعني على أخذ الأمر بجدية أكثر وتهديده بالطلاق، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ أرجو إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يصلح حال هذا الزوج، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

الخمر هي أم الخبائث، ومن شربها سهلت عنده الموبقات وهانت في نظره المهلكات، وليس شرب الخمر دليلا على التحضر كما يظن كثير من الجهلاء، فإن الإنسان كرمه الله بهذه الجوهرة، وإذا فقدها نزل إلى الدركات وصار أردى من الحيوانات، وقد أحسن الحكيم العربي الذي حرم الخمر على نفسه في قوله:

رأيت الخمر طالـــــــــــــحة وفيها *** خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها سقــــــــــــــــيما *** ولا أبغي لها أبدا نـــــــديما
فإني رأيت الخمر تفضح شاربيها *** وتجنبهم بها الأمر العظيما

ولا شك أن هؤلاء الأطفال عرضة للضياع والانحراف مستقبلا إذا لم يرجع هذا الرجل إلى صوابه ويراقب ربه ويفر من ناره، ولذلك فلابد من الإسراع بحسم هذا الأمر بشتى الوسائل، وأرجو أن يعاونك على ذلك الفضلاء من أهله والفضلاء من أهلك، وأرجو أن يشعر برفضك وجديتك في الأمر، وإذا كان يحب أبناءه ويحتاجك في أموره فلابد من الاستفادة من هذه النقطة، وإشعاره بأنه سوف يفقد أبنائه وزوجته إذا لم يترك الخمر ويواظب على الصلاة، ويتجنب العلاقات المحرمة مع العاهرات، وأرجو أن تستمعي لنصيحة والدك، واجتهدي في استعمال كل الوسائل المؤثرة، والمرأة تستطيع أن تفعل الكثير إذا أحسنت اختيار الألفاظ الجميلة والأوقات المناسبة.

وأكثري من اللجوء إلى الله، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، واسأل الله له الهداية، وحاولي أن تبتعدي عنه إذا أصر على هذه المخالفات، ولا تشاركيه في الأكل والشراب، ولا تمكنيه من نفسك حتى يعود إلى الحق، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، مع الاجتهاد في إبعاد هذه المعالجات وما يتبعها من خصومات عن سمع الأولاد وبصرهم، فإذا لم تنفع هذه الوسائل فعليك بطاعة والدك والصالحين من أهلك وهم أحرص الناس عليك، خاصة وقد أمروك بما هو خير، وكوني وثيقة الصلة بربك، فصلي صلاة الاستخارة فإنه لن تندم من تستخير ربها وتستشير إخوانها، واعرضي له الأمر بوضوح، فإما أن يختار طريق الخير والهداية ويبتعد عن رفقة الشر والغواية، وإما الفراق طاعة لله ودفعا لهذه الشرور.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات