السؤال
السلام عليكم.
لدي أخت في عمر 13 سنة، تدرس في المرحلة المتوسطة، تلجأ كثيرا للعلاقات مع الرجال عن طريق الجوال ووسائل التواصل، ومقتنعة تماما بأنها ستجد من تحب ويتزوجها! حاولنا كثيرا إقناعها والتكلم معها، وتوضيح خطورة هذا الموضوع عليها، وحرمته الدينية، إلا أنها في كل مرة ترد "يحبني وسيتزوجني".
في كل مرة نكتشفها يسحب الجوال منها وتقوم بالدخول من جوال صديقتها، ونحاول استعادة ثقتها ويسلم لها الجوال ولكن بمراقبة عن بعد، وأيضا تعود لهذه العلاقات، ووصلت بها الجرأة عندما كشفت أمي آخر علاقة لها إلى أن تهرب إلى بيت جيراننا، والذي اتضح في الآخر بأن الشاب ابنهم.
لا نعلم كيف نتصرف معها! أمي حاولت التعامل معها بالحب والتفاهم، وأيضا لم ينفع. أنا أختها الكبيرة، أكبرها بما يقارب 14سنة، حاولت الجلوس معها ونصحها، ووعدتها بالاستماع لها بأي وقت، وأي شيء تحتاجه سأقف معها، ولكن لا فائدة؛ تعود للعلاقات وباقتناع تام بأنه شيء صحيح، وستتزوج عن طريقه.
أتمنى مساعدتنا؛ فإننا خائفون عليها كثيرا، وأيضا والدي لا يعلم، وخائفون جدا من رد فعله إذا علم.
ملاحظة: إلى الآن مشكلة التبول اللا إرادي أثناء النوم مستمرة معها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك بنتنا وأختنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بموضوع شقيقتك، ونحيى حرصك على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك، ويصلح الأحوال، وأن يهدى شقيقتك لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يقر أعينكم بصلاحها وتحقق الآمال.
ما يحصل من الفتاة خطير، وعليها أن تعلم أن في الشباب ذئابا،، وأن أكثر من يتواصل معها في الخفاء لن يثق فيها أما لعياله وحارسة لداره، وأن هناك من همه أن يخدع الفتيات، فإذا أخذ منهن أغلى ما يملكن بعد الإيمان رماهن كالعلكة التي فقدت طعمها، ولابد من اتخاذ كافة الأساليب والوسائل لإيقاف ما يحصل من العبث واللعب بالنار كما يقال.
وأرجو أن تهتموا بها وتشبعوها من الاهتمام والثناء والعواطف؛ حتى لا تتسول العواطف، حتى لو اقتضى الأمر أن تتكلم الوالدة مع ابن الجيران ليبتعد عنها، وهذا الخيار أفضل من الاستعجال بإدخال الوالد.
أما بالنسبة لاستخدامها للجوال؛ فلا تسمحوا به حتى يثبت لديكم توبتها النصوح وبلوغها للعافية، مع ضرورة تقنين الاستخدام في مقداره وأوقاته وموضوعاتها، ويجب أن يكون الرقم السرى معروفا لكم، وعليها أن تسلم الجوال قبل التاسعة، ولا تأخذه عند ذهابها للمدرسة، وهذه بعض الشروط التي وضعتها أم أمريكية لولدها عندما اشترت له جوالا، مع أن دوافعها دنيوية فقط، فكيف بنا نحن الذين يوجهنا ربنا بقوله: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}؟!
وقد أسعدنا جلوس من تكبرها معها ومناقشتها ووعدها بالوقوف معها، ومثل هذا الحوار يفيد جدا، ولكن إذا لم يحصل تجاوب؛ فلا بد من قرارات إدارية حاسمة.
ولا مانع من تهديدها بإخبار الوالد، ولكن لا نفضل الاستعجال بإخباره، مع ضرورة توقع رد فعله، علما بأننا لا نحبذ الرد الشديد، ولا نقبل بالرد المتساهل؛ لأنهما وجهان لعملة واحدة في الفشل، فالهدوء والاعتدال مع الحزم كلها مطلوبة، ولابد مع كل ذلك من سد أبواب الشر وكل الفرجات التي يدخل منها الشيطان.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتشرف بالمتابعة معكم، ونسأل الله أن يصلح بنتنا، وأن يردها إلى الحق والصواب.