هل يمكنني أن أتخصص في مسارين في نفس الوقت؟

0 80

السؤال

السلام عليكم
والله إنني أحب في الله الدكتور المحترم محمد عبد العليم، وجميع آبائي المشرفين على الموقع المتميز.

أنا شاب طموح، بعمر19 سنة، حلمي أن أكون رجلا علامة في الفلك والرياضيات، أحب الرياضيات والطب النفسي، وكنت في صغري أحب أن أكسر اللعب لأعرف كيف تعمل؟! وكنت أقرأ كتبا أكبر من سني.

عندما دخلت الإعدادية تفوقت وحصلت على المركز الأول في السنة الأولي والثانية، في السنة الثالثة تراجع مستواي قليلا وأحسست بعدم الأمان من الناس وأنهم ماكرون، وكرهت أن أخالطهم.

دخلت القسم العلمي حبا في الرياضيات والفلك والطب النفسي وأصبحت اجتماعيا كما كنت أولا، وفي السنة الأخيرة في الثانوية بدأت بنشاط ثم أصبحت لا أذاكر إلا قليلا لمدة ثلاثة شهور، وأحسست أني فاشل ولم أنفع في مجال حتى الرياضيات واللغة الإنجليزية.

في هذه الفترة ركزت على اللغة والترجمة وحفظت مفردات كثيرة، وتفوقت في اللغة الإنجليزية، وبعد هذه الفترة ازداد النشاط وعوضت ما فات ثم قررت دخول الامتحانات للحصول على درجات عليا، ولا أدخل التخصص الذي أحبه لرداءة التعليم في الدول العربية.

قررت دخول قسم لغة عربية ليكون هناك وقت للقراءة في الطب النفسي والفلك والفيزياء، ثم بعده أدخل في الدول الغربية للتخصص في طب نفسي أو رياضيات وعلم الفلك.

دخلت الامتحانات وحصلت على درجات عليا في مواد، ودرجات ضعيفة في أخرى، وفي الامتحانات كانت سهلة وذاكرتها، لكن نسيها وكنت أتذكر بصعوبة، وحصلت على نسبة 71.5، ولم تؤهلني هذه النسبة لدخول كلية العلوم أو الطب في دولة مصر، ودخلت قسم قانون تحت ضغط الأهل.

أنا حاليا في السنة الأولى، وقررت أن بعد إنهاء دراستي في هذا القسم السفر إلي دولة غربية لدراسة التخصص الذي أريده، لكن المشكلة المال للدراسة في الخارج، ولا أستطيع التكاليف، وكرهت الدراسة في القانون للمعلومات البسيطة مقارنة بالكتب المترجمة.

ما تشخيص حالتي؟ مع العلم أني كنت مصابا بالوسواس القهري في سن12، 13،14، واستطعت مقاومته، وكان في الطهارة ووجود الله.

قرأت منذ 2014م، إلى الآن أكثر من أربعين ألف مقالة في جميع المجالات، وأكثرها في الطب النفسي والفلك والتفسير، والرد على الشبهات، وكتب كثيرة.

الناس يوصفون بالحساسية، فهل من الممكن الجمع بين تخصص الطب النفسي والفلك؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكر لك هذه المشاعر الطيبة، وأنا أقول لك: (أحبك الله الذي أحببتني فيه) وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

لاشك أنه لك تطلعات كبيرة، خاصة في المجال العلمي، ومن الواضح أن مقدراتك مقدرات ممتازة جدا، والخيار المسار التخصصي أو العلمي أو الأكاديمي يجب أن يخضع للرغبة والفرصة والقدرة، والتي أحب أن أختصرها في كلمة (رفق) فالرغبة مهمة، وتوفر الفرص مهم، وكذلك القدرة (القدرة الذهنية والقدرة المعرفية، وكذلك القدرة المالية).

أنت الآن في كلية القانون، وإن كان هنالك خير في الكليات الأخرى لكتب الله تعالى لك هذا، خذ الأمور بهذه البساطة الواقعية، ولا تكره دراسة القانون، المهم هو أن تتميز في القانون، والقانون يتطلب امتلاك نواصي اللغة بامتياز، وأنت تحب اللغة الإنجليزية، ولغة القانون ليست لغة سهلة.

أنا أراك يمكن أن تجعل نفسك شخصا متميزا في هذا المجال، وإن أتيحت لك هذه الفرصة التعليمية فلا ترفضها – أيها الابن الكريم – والرغبة يمكن أن تبنى على الفرصة، فالفرصة الآن موجودة، والرغبة ضعيفة، والقدرة موجودة، فبقي أن نحسن الرغبة، هذه هي نصيحتي لك، سر في هذا المجال.

أما بالنسبة لموضوع الصحة النفسية والفلك: فهذه يمكن أن تطلب على أنها هوايات، وأن تجمع أفضل قدر من المعلومات عنها، وتحضر أنشطتها ومحاضراتها وندواتها، وتناقش وتحاور، ووسائل المعلومة غير الأكاديمية واكتسابها أصبحت كثيرة ومتوفرة جدا.

هذا هو الذي أراه وهذا هو الذي أنصحك به، لابد أن نكون واقعيين – أيها الابن الكريم – . أنا أراعي واقعك الآن وأراعي النسبة التي تحصلت عليها في الثانوية، وأراعي أيضا نوعية التخصص، والقانون – كما ذكرت لك – تخصص محترم جدا، وجهابذة القانون هم الذين تجدهم في كل ساحة من ساحات الحياة، على المستوى العلمي والأكاديمي، والسياسي، والقانون والقضاء، فيجب أن تضع صورة ذهنية إيجابية على ما تقوم به الآن من دراسته.

لا أرى أي بوادر وسواسية في الذي ذكرته، وأنت ذكرت فيما سلف أنه كانت لديك وساوس، والحمد لله هذا الباب قد أغلق الآن، فلا تسمح لأي اجترارات أو خواطر وسواسية لتهيمن عليك.

لا يمكن الجمع بين تخصص الطب النفسي والفلك، الطب النفسي يتطلب أولا أن يتخرج الإنسان من كلية الطب، وهذه دراسة طويلة، خمس إلى ست سنوات، ثم بعد ذلك يتخصص الإنسان في الطب النفسي ويحتاج إلى أربع سنوات على الأقل، والفلك أمر آخر وله متطلباته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات