مشاكل النوم وتأثيرها على مستقبل الشخص

0 44

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من بعض الضغوط النفسية خلال 6 شهور السابقة تقريبا، كنت أعاني من صعوبة الدخول في النوم لكثرة التفكير، لكن -الحمد لله- هذا لم يكن يسبب لي إشكالا كبيرا، لكن في الفترة الماضية مر ابني بحالة غريبة لمدة أسبوعين تقريبا، مما أثار قلقي، وأثر ذلك على نومي، فأصبحت إذا نمت الساعة 12 أو 1 بالليل أستيقظ دائما الساعة 3 الفجر، بدون سبب، وتكرر معي الموضوع بشكل يومي، أستيقظ دائما في نفس الوقت، ولا أستطيع العودة للنوم إلا الساعة 6 أو 7 صباحا، علما أن هذا الوقت نفسه الذي كان يعاني فيه ابني من مشاكل في النوم، وأصبت بالقلق في هذا الوقت، إلا أني لا أشعر بالقلق حاليا، لكن مازال عندي هذه الإشكالية في النوم، مع زوال الشعور بالقلق.

أتمنى منكم مساعدتي، علما أني سأتوظف قريبا وأخشى أن يؤثر ذلك على حياتي المستقبلية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرحب بك - أخي الكريم - في استشارات الشبكة الإسلامية.

الذي يظهر لي أنه لديك شيء من الاضطراب والقابلية للقلق النفسي، لأن نوعية الأرق الذي تعاني منه نسميه بالقلق الابتدائي، أي أنك تجد صعوبة في الدخول في النوم، وبعد أن تنام لا إشكال بعد ذلك، أما الآن فقد تبدل الأمر وتغير، ومما حدث لابنك - حفظه الله - أصبحت قلقا ومتوترا، وها أنت تستيقظ في وقت مبكر دون سبب ودون أن تقصد ذلك. وبعد أن زال القلق منك ظللت على نفس النهج من اضطراب النوم.

أنا أعتقد أن الساعة البيولوجية لديك الآن قد انتظمت على هذا النمط الخاطئ، وذلك بعد أن انتهى القلق، وإن شاء الله تعالى بالتجريب والتعويد سوف ترجع ساعتك البيولوجية إلى وضعها الطبيعي، وأهم نوع من التدريب تقوم به هو: أن تتوقف عن شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وألا تنام في أثناء النهار أبدا، وأن تمارس الرياضة باستمرار، وأن تثبت وقت النوم ليلا، بمعنى أنه لا يجب أن يكون هنالك نوع من التذبذب في الوقت الذي تذهب فيه للنوم، ثبت وقتا معينا للنوم، هذا يساعد في وضع الساعة البيولوجية في مساراها الصحيح وتكون أكثر ترتيبا ودقة في استجلاب النوم والاستيقاظ في الوقت المناسب.

أذكار النوم عظيمة ومطمئنة، إذا قالها الإنسان بتدبر وبتمعن تساعد في إدخال الإنسان في النوم.

أريدك أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء، تمارين بسيطة جدا - أخي الفاضل - وأنت مسترخ ومستلق على السرير تأمل في شيء طيب، أو اقرأ آيات من كتاب الله العزيز مع نفسك، وقل لنفسك: (الآن أنا في حالة استرخاء، أنا في حالة أمان واطمئنان) وأغمض عينيك قليلا، وافتح فمك شيئا ما، وخذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، هذا هو الشهيق، ويجب أن يستغرق سبع ثوان على الأقل. بعد ذلك أمسك الهواء واحبسه في صدرك، واحصره لمدة لا تقل عن أربع ثوان، ثم أخرجه عن طريق الفم بقوة وبطئ أيضا، وإخراج الهواء يجب أن يستغرق أيضا سبع ثوان. هذا التمرين كرره ست مرات متتالية على نفس هذا النمط، وسوف تحس باسترخاء جيد وممتاز، وربما تدخل في النوم إذا طبقته بصورة فيها شيء من التأمل والتدبر والاسترخاء النفسي والجسدي، هذه - يا أخي - سبل طبيعية وجميلة ومفيدة.

العمل قطعا مهم، والإنسان الذي لا يعمل لا يشعر بقيمته الذاتية ويكون متكاسلا، أنت إن شاء الله تعالى مقبل على سوق العمل، وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في هذا العمل الذي تود أن تقوم به.

إذا هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، وإذا لم يتحسن النوم بعد ذلك يفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، والحمد لله تعالى مؤسسة حمد الطبية بها مستشفى ممتاز للطب النفسي، ويمكن أن تقدم لك مساعدة كاملة، وإن كنت أرى أن حالتك بسيطة ولا تتطلب شيئا غير الذي نصحتك به.

ليس هنالك أي تأثير سلبي إن شاء الله تعالى على حياتك المستقبلية، فاطمئن، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات