السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في خدمة الناس.
أعاني من خوف شديد وإحساس بدوخة وضيق في التنفس لدرجة أنني أضع يدي على فمي أو أنفي لكي أحس بالنفس، وألم في البطن، وعند الاستيقاظ من النوم يأتيني خوف شديد، لا أعلم أين أنا! وصداع مستمر من كثرة التفكير لدرجة أني لا أسافر، أصبحت أخجل من زوجتي بسبب خوفي من الكتمة والدوخة وعدم الثقة بالنفس، لا أستطيع الخروج لأي مكان إلا معي شخص، حيث يتجدد الخوف كل فترة، وأمسك لساني بأسناني خوفا من ابتلاعه.
قبل 3 سنوات استخدمت السيبرالكس بجرعة 20 فتحسنت حالتي بنسبة 80%، واستطعت السفر والخروج، واستمررت عليه فترة طويلة، ثم بدأت حالتي تنتكس حيث تعبت، فراجعت طبيبا آخر، فوصف لي الإنكستين 20، ولم أستفد، فرجعت له فصرف لي الفيكسال فكس آر 75 ملجم، استخدمته لمدة سنتين وتحسنت حالتي 70%، ثم انتكست حالتي، علما أني ما زلت أستخدم العلاج.
أسكن في محافظة ليس فيها مختصون نفسيون، والطبيب أخبرني أنه ليس طبيبا نفسيا مختصا، وحولني إلى مستشفى الصحة النفسية، للأسف لا أستطيع السفر خوفا من التفكير والألم المزعج.
أرجو منكم وصف دواء ينفعني، وكيفية توقفي عن الدواء الذي أستخدمه، وأن لا يكون له آثار جانبية ولا تؤدي إلى السمنة، وما هي نصائحكم لي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلق المخاوف علة منتشرة، والأعراض الجسدية كالدوخة هي من الأعراض التي نشاهدها كثيرا لدى الذين يعانون من قلق المخاوف، والكتمة والوسوسة من أن الدوخة سوف تحدث: هي أيضا سمات معروفة في قلق المخاوف، فإذا - أخي الكريم - من ناحية التشخيص أنت تعاني من قلق المخاوف، مع وجود وساوس بسيطة.
العلاج يجب أن تأخذه بعناصره الأربعة كاملة، وهي: (العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي).
بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار (فيسكال) والذي يسمى (فلافاكسين) دواء ممتاز جدا، لكن يجب أن تكون الجرعة مائة وخمسين مليجراما على الأقل، وأنا أنصحك بهذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها بعد ذلك إلى خمسة وسبعين مليجراما لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تجعلها 37.5 مليجرام لمدة شهر، ثم 37.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
لا أرى أن هنالك حاجة لعلاجات بديلة، حيث إن نسبة التحسن لديك جيدة، وهي سبعين بالمائة، وحين ترفع الجرعة يتم البناء الكيميائي بصورة صحيحة وإيجابية وجيدة، مما يؤدي إلى المزيد من التحسن.
ويجب أن تستصحب العلاج الدوائي بالعلاج النفسي، بأن تكون إيجابي التفكير، أن تحقر ما هو سلبي، أن تحقر فكرة الخوف بصورة قاطعة، ولا تفكر في الخوف، ولا تسترسل حوله أبدا من الناحية الفكرية، لأن الاسترسال وكثرة التفكير في الخوف يؤدي إلى المزيد من الوسوسة والقلق والخوف.
العلاج الاجتماعي ضروري جدا، ومن خلاله تستطيع أن تصلي مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة أمر عظيم جدا، وهي من السبل البسيطة والطيبة والتي تقهر الخوف بشكل ممتاز، خاصة الصلاة في الصف الأول وخلف الإمام، فاحرص على ذلك، وممارسة رياضة جماعية مع مجموعة من الشباب، أثرها العلاجي ممتاز، الانخراط في أي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو دعوي أو تطوعي، والاشتراك في أحد مراكز تحفيظ القرآن نعتبره علاجا أصيلا مثاليا في علاج هذه الحالات.
أيها الفاضل الكريم: الرياضة يجب أن تمارسها مع مجموعة من الشباب، أي نوع من الرياضة، السباحة، كرة القدم، السلة، الطاولة، أي وسيلة علاجية اجتماعية سيكون أثرها الإيجابي ممتازا بالنسبة لك، ويجب أن تحسن إدارة الوقت، احرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب السهر، وتجنب النوم في وقت النهار، والاستيقاظ المبكر فيه خير كثير جدا، لأن كيمياء الدماغ تكون في أفضل حالات استقرارها، والبكور فيه بركة عظيمة وكبيرة، وكن شخصا دؤوبا على أن تساهم في تطوير أسرتك، وكن مشاركا فيما يطرح من أفكار داخل الأسرة، وكذلك كن إيجابيا وفعالا، ولا تكن في هامش الأسرة، إذا غاب لا يفتقد، وإذا حضر كان غائبا يفتقد، أنا أرى أن هذه هي الطرق العلاجية الرئيسية، والتي يجب أن تنتهجها.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، والعافية من كل داء.