السؤال
السلام عليكم
أولا أود أن أشكركم لكل مساعداتكم التي تقدمونها، وجزاكم الله خيرا.
أنا صاحب الاستشارة رقم (2386545) و(2395748)، انقطعت عن الدواء بسب ظروف مادية لمدة ٣ أشهر، وكانت تأتيني نفس الأفكار لكن بقلة وأستطيع مواجهتها وتجاهلها.
منذ نحو أسبوع راجعت طبيبي ووصف لي ما يلي: دواء PAREXAT 20 MG نصف حبة في الصباح وLexomil teriak ربع حبة في الصباح ونصف حبة في المساء، و Leponex 100 mg حبة في اليل، وأتناول الدواء بانتظام إلا أني لم أتحسن، والعكس تماما أصبح الوسواس قويا، وأشعر برعب شديد، وازداد المرض، فما السبب؟
أما الشيء الآخر: أصبحت أشعر أن الناس تقوم بتلميح شيء لي أو أنهم يمهدون لي في شيء يجب أن أفهمه، فكلما أرى أشخاصا يتحدثون أشك أنهم عني! فهل هذا تابع للمرض؟
أخيرا أشعر أني في حلم، أو أن الدنيا غريبة، وأحيانا لا، حتى عائلتي أشعر أنهم غرباء فما تشخيص هذا؟
هل هذا المرض مزمن أم أنه يعالج؟ أعتقد أني أحتاج من يحاورني ويثبت لي أن هذه الأفكار مرض ليس إلا.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأدوية لم تعمل؛ لأنك بدأت في استعمالها من أسبوع فقط يا أخي الكريم، وهي -وبالذات الباروكستين وهو العلاج الفعال في الوسواس القهري- تحتاج إلى أسبوعين لبداية عملها، وتحتاج إلى 6 أسابيع حتى تحدث تأثيرا على الأعراض وتبدأ تختفي، فإذا المدة قصيرة يا أخي الكريم.
بخصوص إحساسك بأن الناس يقومون بالتلميح عنك والشكوك؛ هذا عادة لا يكون جزءا من الوسواس القهري الاضطراري، هذا أقرب إلى الأعراض الذهانية يا أخي الكريم، وبالذات إذا كنت مقتنعا اقتناعا تاما ولا تشك، ومقتنعا تماما بأن الناس فعلا يلمحون عنك ويشيرون في كل شيء وأنت تكون المقصود بهذا الشيء، إذا كنت مقتنعا اقتناعا تاما بهذه الأفكار التي الآن تدور في ذهنك؛ فهذا أقرب إلى الاضطراب الذهاني، ويتطلب تغيير خطة العلاج يا أخي الكريم، بإعطائك مضادا للذهان، هذا إذا كان هناك أعراض ذهانية أخرى.
أما الإحساس بالغربة -يا أخي الكريم- وأن الناس حولك أيضا أغراب؛ فهذه أعراض الأنية، وهذه تتماشى مع القلق.
أخي الكريم، اضطراب القلق وطبعا الوسواس القهري هو يوجد به كثير من أعراض القلق والتوتر غير الأفكار الوسواسية، وهذه الأعراض هي مرض؛ لأنها أعراض اضطراب نفسي واضح، ونحن نشخص المرض النفسي بوجود الأعراض المعينة وبتأثيرها على حياة الشخص، طالما كان هناك تأثير على حياة الشخص إما في عمله أو في حياته الاجتماعية أو حياته العائلية فيصبح هناك إذا مرض.
المرض يعني وجود الأعراض وتأثيرها على الشخص، ووجود الأعراض نفسها غير كافية إلا إذا كان هناك تأثير على حياة الشخص -أخي الكريم-، وهذه الأعراض واضحة كما ذكرت وكلها أعراض نفسية وتندرج في الاضطرابات النفسية سواء كانت اضطرابات الوسواس القهري أو القلق النفسي.
نسأل الله أن يفيدك بهذه الأدوية وأن يزيل الأعراض عنك، هو القادر على ذلك.
وفقك الله وسدد خطاك.