السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وفي جهودكم
سؤالي يتعلق بالزيروكسات سي آر، لقد تحسنت كثيرا بفضل الله بعدما رفعت الجرعة إلى حبتين على أساس أن أستمر على ذلك أربعة أشهر، ومن ثم أعود إلى حبة واحدة، ومن ثم حبة يوما بعد يوم، حتى أتوقف كما قرأت في إحدى إجاباتكم.
سؤالي هو: ماذا لو توقفت فوجدت أنني لم أشف؟ وأنني لا زلت أحتاج للدواء، كيف تكون العودة؟
السؤال الثاني: هل يمكن للدواء النفسي أن يتم تناوله بشكل مزمن، أم يجب التوقف؟ وهل هناك خطر في تناوله بشكل دائم؟ مع العلم أنني أعرف أناسا يقومون بذلك، وأكثر من نوع دواء.
السؤال الثالث: فيما يتعلق بفترة استعمال الزيروكسات أو غيره إن كانت تمتد لشهور -حسب الكورس- أليس الدواء هاهنا يعوض شيئا طبيعيا ناقصا في المخ أو ما شابه؟ فكيف يحصل الشفاء بعد التوقف؟ ألن يبق هذا النقص موجودا؟ وبالتالي لا بد أن يتم المداومة على الدواء؟
أرجو أن يكون قد فهم قصدي، فأنا أريد أن أفهم طريقة عمل الأدوية النفسية؛ لأن مسألة عملها ووقت تناولها منطقي بالنسبة لي، أما عملها ودورها في الشفاء بعد الانقطاع غير مفهوم بالنسبة لي.
أخيرا: ألفت نظر من يعاني من مشاكل جنسية بسبب الدواء من تأخر القذف وضعف الشهوة، وكذلك حضراتكم كأطباء، وكمعلومة يتم الاستفادة منها بأنني لا أعاني مع الزيروكسات سي آر بفضل الله، كما كنت أعاني مع unirox ، فالزيروكسات سي آر بفضل الله فعال في مسألة الرهاب، بالإضافة لكون تأثيره على الجنس محدودا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لك الشكر الجزيل على هذا السؤال المهم.
بخصوص مضادات الاكتئاب من فئة الإس إس آر أيز بصورة عامة، والزيروكسات بصورة خاصة:
أولا: السؤال الأول: الزيروكسات بصورة عامة في الأول يبدأ بجرعة مخففة أو خفيفة لتجنب الآثار الجانبية، ثم يزداد بعد ذلك إلى جرعته المثالية التي هي عادة حبة في اليوم لمدة 6 أسابيع، حتى يحدث تأثيرا وتزول الأعراض، وإذا كان التحسن جزئيا فيمكن زيادة الحبة إلى حبتين كما حصل معك، فإذا في الأول الزيادة الأولى للعلاج، لكي نتخلص من الأعراض التي يعاني منها الشخص، وبعد ذلك يثبت العلاج لعدة أشهر عادة تكون فترة لا تقل عن 6 أشهر.
أما الانسحاب الثاني: فهو الانسحاب التدريجي لسببين:
السبب الأول: لمنع حدوث الأعراض الانسحابية، والسبب الثاني: لمراقبة إذا كان هناك عودة للأعراض أم لا بعد الانسحاب، وإذا بدأت الأعراض تعود بعد الانسحاب التدريجي من الدواء فنوقف الدواء عند آخر جرعة لم تحصل معها أعراض، مثلا إذا كنت تأخذ حبتين وسحبنا حبة لفترة من الوقت ولم يحصل شيء وبعد ذلك جعلنا الحبة يوما بعد يوم، ثم بدأت الأعراض تعود فنثبتك على حبة واحدة؛ لأن هذه هي جرعته، وأنت ما زالت تحتاج إليها.
نعم بعض الأدوية النفسية قد تستعمل لفترة طويلة مزمنة، أو حتى أحيانا مدى الحياة، ومعظم الأدوية النفسية لا تسبب إدمانا، ولكن لا تخلوا من الآثار الجانبية؛ ولذلك حتى ولو قلنا أن هذا الدواء يجب أن يستعمل لمدى الحياة، فلا بد من المتابعة مع الطبيب لمراجعة الموقف من وقت لآخر، والبحث عن حدوث آثار جانبية؛ لأنه على ضوء ذلك يمكن أن يخفف الجرعة، أو حتى يستبدل العلاج بعلاج آخر.
أما عن سؤالك الأخير بخصوص كيفية عمل هذه الأدوية، إن كانت تحدث تعويضا في مواد بالمخ مثل مادة السيرتونين: فهي لا تحدث تعويضا في هذه المادة، والمادة لا يحدث لها نقص في أثناء هذه الأمراض، ولكن الذي يحدث أن هذه المواد وبالذات مادة السيرتونين تنقل بواسطة مستقبلات عصبية إلى داخل خلايا المخ، ويحصل ارتباك في آلية نقل هذه المواد، وتأتي هذه الأدوية لتصليح هذا الارتباك ويجعله يعود طبيعيا، وبالتالي يمكن الاستغناء عنها بعد ذلك، فهي لا تعوض المادة ولكن هي تعالج المستقبلات العصبية التي لا تنقل المادة إلى خلايا المخ بصورة طبيعية؛ فتعمل على تحسين هذا الوضع. ونأمل دائما بعد أخذها لفترة أن التحسين هذا يكون دائما ولذلك يمكن الاستغناء عن العلاج.
الإجابة الأخيرة على سؤال موضوع الأعراض الجانبية، وبالذات الأعراض الجنسية وتأخير القذف:
دائما الأعراض الجانبية لا تحدث لكل شخص، هناك نسبة مقدرة أي مثلا الأعراض الجانبية قد تحدث لـ 20% من المرضى أو 30 أو 40 أو أحيانا 5% من المرضى. إذا: هي لا تحدث لكل الناس، تحدث لبعض الناس وبعض الناس لا تحدث لهم، وأنت من الناس المحظوظين الذين لم تظهر لهم أعراض جانبية جنسية مع استعمال الزيروكسات.
وفقك الله وسدد خطاك.