أهلي يرغبون بأن أتخصص في مجال يخالف رغبتي، فبماذا تشيرون علي؟

0 57

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في أول سنة بالجامعة، وأنا في حيرة من أمري، لقد دخلت تخصص الترجمة بعد استخارة، وفرح أهلي كثيرا، خصوصا أبي الحبيب، وأنا لا أريد أن أحزنه، والتخصص له مميزات كثيرة، وله مستقبل في التوظيف، ولكنني لا أحبه كثيرا، ولا أميل له كثيرا، ولا أتخيل نفسي أشتغل مترجمة في المستقبل؛ لأني أجدها متعبة ومجهدة ومملة.

أنا أريد أن أدخل كلية الشريعة؛ لأني أحبها كثيرا، وأميل لها، وأبدع فيها، ولا أشعر بإجهاد كبير فيها، لكن بعض الناس يقولون لي ليس لها مستقبل؛ لأن الدين معروف ومنتشر، وهو أسلوب حياة أصلا.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يثبتك وأن ينفع بك، وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

أوصيك بالاستمرار على التخصص الذي دخلت إليه بعد استخارة وجلب لك فرح الوالد، وهذه كلها مبشرات ومؤشرات للتوفيق بحول الله وقوته، وندعوك إلى الاهتمام بالثقافة الشرعية، واستخدام الترجمة في نقل القيم والأحكام والآداب إلى اللغات الأخرى، وسيتحقق بذلك النفع الكثير، لأن العالمين والعالمات بالشرع كثر، لكن القلة والخلل في من يمكنهم نقل ما تعلموه وما علموه من الشرع إلى الأمم الأخرى، فكوني -يا ابنتي- ممن يفتح الله بهم قلوب الأمم لتقبل على الدين وتتقبل ما نزل على رسولنا الأمين.

عليه فنحن ندعوك إلى إكمال المشوار في تخصص الترجمة، مع الحرص على التزود بالعلم الشرعي الذي تحتاجه المسلمة في نفسها، وفي تربيتها لأولادها، وفي قيامها بحقوق زوجها وأسرتها، وكلنا دعاه إلى الله، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وندعوك إلى جعل طلب العلم الشرعي عمل مستمر لا يرتبط بشهادات ولا بمدة زمنية معينة، فالأمر كما جاء في الأثر (لا يزال المرء عالما ما طلب العلم فإن ظن أنه علم فقد جهل)، وردي بلسان أهل الإيمان (ربي زدني علما)، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعلنا من العاملين المخلصين.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات