السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على جهودكم، وجزاكم الجنة.
أشعر بألم في الخد الأيسر تحت العين يمتد إلى الأذن ثم الفكين العلوي والسفلي ثم تحت الذقن من الجهة اليسرى، ومن شدة الألم تتألم اللثة السفلية من الجهة اليسرى أيضا، وأحيانا تؤلمني العين والرأس من الخلف والرقبة.
راجعت طبيب الأسنان منذ سنة، وتبين وجود خراج في ضرس واحد، فقمت بخلعه، ثم استمررت سنة لم أمضع الأكل في الجهة اليسرى، وقبل ثلاثة أشهر راجعت الطبيب مرة أخرى وتبين تسوس ضرس آخر، وتم علاجه بقطع العصب وتنظيفه، وتبين وجود حبة بيضاء في اللثة فوق ضرس العقل الأيسر والذي لم يخرج بعد.
ما زال الألم مستمرا، وحينما أشعر به أمضغ بعض الطعام على الجهة اليسرى فأحس براحة، وإذا توقفت عاد الألم، علما أن الألم يبدأ بشكل خفيف مع تناول الطعام والشراب، وبعد الانتهاء يزداد تدريجيا، فما سبب الألم؟ هل بسبب عدم المضغ لمدة سنة، أم بسبب ضرس العقل؟ وهل هو التهاب أذن، أم التهاب أعصاب الخد؟ ومن الطبيب المختص لعلاج حالتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يجب عليك الذهاب لطبيب الأسنان اختصاصي جراحة الفم والفكين، ويجب الاستقصاء عن وجود تواج، وهو إنتان ناتج عن تغطية اللثة لضرس العقل بشكل جزئي، وهذه الحالة تسبب ألما كالذي ذكرت ممتدا للأذن مع وجود رائحة فموية ناتجة عن الإنتان وتخمر الطعام تحت اللثة المغطية للسن المسبب، ويكون العلاج بالمضاد الحيوي ومضامض من مادة الهيدروجين بيروكسيد، وبعدها تقييم إمكانية الحفاظ على السن أو خلعه.
كما يجب الكشف عن وجود التهاب في مفصل الفك، أو وجود شد عضلي يسبب أعراضا كالتي ذكرت، وفي هذه الحالة يكون الألم شديدا صباحا بعد الاستيقاظ من النوم، أو بعد تناول الأطعمة القاسية، ويكون السبب فقد الأسنان وعدم التعويض عنها مسببا سوء إطباق وتوازن الأسنان، وبالتالي اضطراب في العضلات المحيطة به والمحركة للفك، ويكون العلاج في البداية بتناول المرخيات العضلية وإجراء جهاز يدعى بالحارس الليلي يستعمل بالليل أثناء النوم؛ لتخفيف الضغط على المفضل والعضلات المحيطة، وبعدها يجب التعويض عن الأسنان المفقودة، أو إجراء تعديل لسوء الإطباق بإشراف طبيب تقويم الأسنان.
إن أي طرف من الأسنان لا يستعمل تكثر به مشاكل النخور السنية، ويتسبب بخلل إطباقي للفكين، لذلك يجب التعويض عن فقد الأسنان -إن وجد-، والبدء باستعمال كلا الطرفين.
أختي الكريمة: في حال نفي أي سبب فموي فكي مما ذكر، يكون المسبب عصبي كعصاب مثلث التوائم، والعلاج تحت إشراف طبيب الأمراض العصبية بالأدوية المرخية والمسكنة للألم، وفي هذه الحالة يكون الألم محيطي يحيط بأعصاب الوجه مشع ووخز مثار بالبرودة، أو بعد حمام ساخن والتعرض للهواء، ويزداد ليلا ويهدأ أثناء النوم، وهذا غالبا مستبعد لديك.
أسأل الله لك الشفاء العاجل، مع أطيب الأماني.