زوجتي الحالية ترفض إرجاعي لزوجتي السابقة، وأخشى من أن أدمر أسرتي!

0 60

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت بعمر ٢٩ سنة من فتاة زميلة لي بالعمل، وبعد فترة من الخطوبة والعقد علمت أن لها علاقة سلبية سابقة في موقع العمل!

المهم اعترفت لي وقررت أن أسامحها، ولكن بعد الزواج لم أتمكن من التعايش مع الأمر، وأيقنت أن هذا الأمر لم يحدث لولا الاختلاط، خصوصا وأن الشخص المعني بالعلاقة السلبية أعرفه موظف في موقع العمل، رغم انتقاله لموقع آخر في منطقة أخرى، فقررت إما أن تترك العمل أو ننفصل عن بعض، رفضت ترك العمل تماما، ورفض أهلها أيضا، بعدها انفصلنا خلعا، وذهبت وتزوجت من فتاة متعلمة ومتدينة وتحملنا أعباء الحياة، ورزقنا الله بالأطفال، ونعيش حياة طيبة.

بعد هذه السنوات لم أستطع أن أنسى زوجتي الأولى، خصوصا وقد تزوجتها عن حب، وبعض الشعور بالذنب كوني قد أكون تسرعت ولم أعطي للموضوع مجالا للمداولة أو المناقشة!

اليوم زوجتي الأولى ليس لديها مانع برجوعنا لبعض من جديد، ولكن زوجتي الحالية رافضة قطعا، وتطلب الطلاق كونها لا تستطيع تحمل الأمر في حال إرجاعي لزوجتي، وأنا بصراحة لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أدمر أسرتي الحالية وأرجع زوجتي الأولى؟ وهنا ما ذنب زوجتي الحالية، وما ذنب أطفالي، وهل أترك زوجتي الأولى رغم حبها لي وحبي لها؟

أشيروا علي يحفظكم الله ويجزيكم خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يكتب لك السعادة والاستقرار، وأن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.

القرار الناجح هو القرار الذي تسبقه دراسة شاملة ونظر في العواقب ومآلات الأمور، واستشارات، واستخارة، والاستخارة تشتمل على طلب الخير ممن بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

لا شك أن الزوجة الثانية ليس لها حق في منعك من إرجاع الأولى، لكنها تملك قرارها وتعرف مصلحة عيالها، ونجاحك يتمثل في تأمين مخاوفها وطمأنتها على عيالها، وقبل ذلك تذكيرها بربها، وإعلامها أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فالمرأة المذكورة سوف تأتي برزقها ولن تنال إلا ما كتب الله لها، ونحن لا ننصحك بالاستعجال في الأمر، ونعتقد أن الحوار معها ومع العقلاء من أهلها، والإحسان إليها من الأمور التي سوف تسهل عليك، مع ضرورة أن تعلم أن ردة الفعل طبيعية، بل إن رفضها دليل على حبها لك، وهذا ما ينبغي أن تقدره لها.

ومن المهم إشعارها بأهميتها، وأن حبك لها راسخ، ولا بأس من إكرامها بعطية انطلاقا من المعنى الجميل في قول ربنا الجليل (ولا تنسوا الفضل بينكم).

وإذا قدر الله وأرجعت الأولى فوطن نفسك على الصبر على أم أطفالك، واحتمل ما يحصل منها حتى تهدأ العاصفة، وتفهم غيرتها، وقدر الضغوط الاجتماعية والمجتمعية الواقعة عليها.

ونحن نتأسف لانتشار ثقافة المسلسلات في المجتمعات بدلا عن الوعي الشرعي الذي هو دعوة للعدل والخير والوفاء والحب في الله والإخاء.

ونحن إذ نشكر لك مشاعرك النبيلة تجاه زوجتك الأولى، نكرر الدعوة لك بتحري الحكمة، وندعوك إلى أن تستشير العقلاء في محيطك، وتستخير ربنا العظيم، ثم استعن بالله وتوكل عليه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك رشدك والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات