صدمة الموت سببت لي أمراضا نفسية، فهل من الممكن الشفاء منها؟

0 47

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ سنتين تعرضت لصدمة موت أحد أقربائي، ومنذ تلك الفترة وأنا أعاني من المخاوف والقلق والهلع، وأصبت بنوبات الهلع وغير ذلك، فبدأت أعاني من القولون، وألم في الرأس، وثقل ودوخة وعدم توازن.

ذهبت إلى دكتور نفسي، ووصف لي دواء (سوليكي عيار60) وتحسنت عليه -ولله الحمد-، وذهبت جميع الأعراض الجسدية والنفسية، وبعد 7 شهور من تناوله أوقفه الدكتور بسبب تحسن حالتي، ولكن للأسف بعد يومين من إيقافه رجعت لي جميع الأعراض النفسية والجسدية من قلق، وخوف، وأوجاع.

أنا الآن مقبلة على موضوع الحمل، ذهبت إلى الدكتور، ووصف لي (زولفت عيار 50)، فما مدى أمان دواء زولفت على المرأة الحامل وعلى طفلي؟ وهل تذهب الأعراض الجسدية مع تناول الدواء مثل: الدوخة، وعدم التوازن والقولون؟ وهل من الممكن الشفاء من هذا المرض الذي سيطر على حياتي؟ مع العلم أن عندي طفلين وأخاف أن يتأثروا بحالتي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ farah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من حيث التشخيص حالتك تسمى بقلق المخاوف، وقد بدأت بالفعل بأعراض مخاوف القلق والهلع، ونوبات الهلع حين تصيب الإنسان تؤدي إلى وساوس كثيرة جدا، ويحدث للإنسان ما نسميه بالقلق التوقعي، أي أنه دائما يكون متخوفا حول أن تأتيه نوبات مشابهة في المستقبل.

وبالنسبة لبدايات الحالة ربما يكون لها ارتباط بخبر وفاة قريبك رحمه الله، وبعض الناس لديهم استعداد للقلق والمخاوف وحين تأتي أي أحداث حياتية غير مواتية تكون هي السبب وراء ظهور الأعراض.

عموما أنا أؤكد لك أن هذه الحالة ليست مستعصية أبدا وهي بسيطة جدا، قد تكون بالفعل مزعجة لكن يجب أن لا تعطل حياتك ويجب أن تكونين دائما إيجابية في كل شيء، الأفكار، المشاعر، والأفعال.

وجود أعراض القولون العصبي أو بالأحرى يجب أن يسمى العصابي؛ لأنه مرتبط بالقلق؛ دليل على أن التكوين النفسي لك ربما يكون فيه شيء من مكونات القلق، والقلق طاقة نفسية مطلوبة لأنه هو الذي يدفعنا نحو النجاح، لكن حين يزيد ويفيض عن المعدل المطلوب أو لا نستعمله بالصورة الصحيحة يؤدي إلى أعراض القلق والمخاوف.

استجابتك للعلاج الدوائي كانت جيدة، وإن شاء الله تعالى الآن أيضا سوف تكون الاستجابة ممتازة؛ لأن الزوالفت دواء ممتاز وفاعل وغير إدماني وهو سليم، حتى في الحمل نعتبره سليما لكن يجب أن لا تتعدى الجرعة 50 مليجرام خاصة في فترة تخليق الأجنة وهي الأربعة الأشهر الأولى، فإذا تناوليه دون خوف أو وجل من حيث سلامته، لكن لا بد أن تكون هنالك متابعة مع طبيبة النساء والتوليد هذا هو الذي أنصحك به.

إذا اطمئني من ناحية الدواء، والأفكار والأفعال كما ذكرنا يجب أن تكون إيجابية، ونظمي وقتك، مارسي تمارين استرخائية ورياضية، واحرصي على صلواتك في وقتها، أذكار الصباح والمساء تبعث في الإنسان روح الطمأنينة والأمان وكذلك الورد القرآني اليومي، اجعلي حياتك دائما متفائلة، وكوني حسنة التوقعات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات