السؤال
السلام عليكم.
أخي كان يعاني من إعاقة متوسطة، درس في مركز ذوي احتياجات، بالرغم من كونه كان سليم الجسم، ولا يعاني من أي خلل جيني، وحواسه سليمة، لكن كان عنده ضعف طفيف بالنطق، كبر وتخرج من مركزه وأصبح يعمل بالبناء، وتحسن وضعه الاجتماعي وأصبح لا شيء يفرقه عن الأشخاص السليمين، وبكامل عقله.
قبل فترة كان قد حصل في عمله شغب، وشاهد أعمال عنف ورمي بالنار، مع العلم لم يكن له دخل بالموضوع، لكن كان شاهد عيان فقط، بعدها في اليوم ذاته رجع إلى البيت، وأخذ يهذي ويتكلم بكلام غير منطقي، مازال على هذه الحالة منذ قرابة الشهر، يكون بوضع طبيعي لكن فجأة يبدأ بالتكلم بكلام غير منطقي، ويتهم الناس ويسبهم.
أخذناه للطبيب وكتب له ريسبيريدون وكاربامازيباين، مع العلم أننا قطعنا عنه دواء ريسبيريدون؛ لأننا شعرنا بشد بسيط على وجهه أثناء نومه كالتشنج من أول استخدام، فما هو أفضل حل لحالته؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك نوعان من الإعاقة: الإعاقة الجسدية -وطبعا تشمل الجسد- والإعاقة النفسية أو التعلمية، وهذه الإعاقة يكون فيها الجسد سليما ولكن تكون هناك مشاكل نفسية، وبالذات مشاكل تعلمية، لا يستطيع الشخص، أو يكون نموه النفسي أقل من نموه الطبيعي، لكن -الحمد لله- أخاك تغلب على الكثير من الصعاب، وأصبح عنده مهنة، وصار يعمل ومنخرطا في الحياة.
ولكن المهم دائما أصحاب الإعاقة النفسية -أخي الكريم- معرضون للأمراض النفسية بدرجة أكثر من الأشخاص العاديين، يمكن أن يتعرضوا للاضطرابات الذهانية بنسبة ثلاث مرات عن الشخص العادي، وهذا ما عان منه أخاك، عان من اضطراب ذهاني، يتمثل في الكلام الغير منطقي، والسلوك الغير طبيعي، واستمر أكثر من شهر، فهذا معناه أن كل الدلائل تشير إلى أنه يعاني من اضطراب ذهاني.
الرزبريادون هو العلاج المناسب له، لأنه مضاد للذهان. الكارمازبين هو مثبت للمزاج، ولكن الرزبريادون هو العلاج المناسب، ولذلك ما كان ينبغي أن التوقف منه عند حصول بعض الآثار الجانبية، كان يمكن تقليل الجرعة، أو الرجوع إلى الطبيب نفسه، وكان يمكن أن يكتب ويصف دواء يعالج هذه الآثار الجانبية أو هذا الأثر الجانبي الخفيف كما ذكرت، ولكن لا تقطعوا أو توقفوا الرزبريادون لأنه هو العلاج المناسب لهذه الحالة التي عانى منها أخيكم، والمهم جدا أن يتعالج حتى تنقطع منه نهائيا، ويعود إلى حياته الطبيعية.
وفقكم الله وسدد خطاكم.