السؤال
السلام عليكم.
بداية نتقدم إليكم بخالص الشكر على هذا الموقع الرائع والمتميز.
استشارتي التربوية تتمثل في: إنني أعمل معلما في إحدى المدارس، ومن طبيعتي اتخاذ الأسلوب المرح والمشوق في تعاملي مع الطلاب من غير تجاوز للحدود التربوية والأخلاقية، إلا أن ما يضايقني إلى حد ما الاتصالات الهاتفية والرسائل القصيرة التي تردني على هاتفي الجوال من بعض طلابي، التي ليس لأكثرها أي مبرر، وخاصة أحد هؤلاء الطلاب الذي تخرج من المدرسة ولا يزال متواصلا معي وبشكل ملفت للانتباه، حتى وقت كتابة هذه الاستشارة، فبماذا تفسرون ذلك؟ وما هو توجيهكم لي ونصيحتكم التربوية للتعامل مع هذا الطالب أو غيره من الطلاب شاكرا ومقدرا لكم حسن التجاوب سلفا؟؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فكم نحن سعداء بهذه الروح وبتلك الرغبة في الخير التي دفعتك للسؤال، و(إنما شفاء العي السؤال)، ولا شك أن المعلم الناجح يكون محبوبا عند طلابه، كما أن اللطف والدعابة والمرح أسلوب تربوي مفيد إذا التزم صاحبه بالحدود المعقولة والمقبولة، ولم يتخلل ذلك المرح مخالفات شرعية أو تأثير على مكانة المعلم وشخصيته، والمعلم مؤتمن على أبناء المسلمين، ونجاته في إخلاص النصح لهم وتوجيههم إلى الصراط المستقيم، وقد ثبت عند أهل التربية أن تأثير الأطفال بعد الصف الثالث بالمعلم يكون أكبر من تأثرهم بوالديهم، وكلام المدرس عندهم لا يقبل النقاش، ويصعب على أهل المنزل تغيير القناعات والتصورات التي غرسها المدرس، ومن هنا كان لابد لمن شرفهم الله بوظيفة الأنبياء في التعليم والتوجيه والتربية أن يصدقوا في نصحهم ويخلصوا في توجيههم، ويتقوا الله تبارك وتعالى في أبناء أمتهم.
والمعلم الناجح يربط الطلاب بالله، ويدعوهم إلى التأسي برسول الله، ويصعد بهم سلم المجد، ويعلمهم أن طاعة الله أعلى وأغلى، وأن محبة الله هي رأس كل خير، وأن حبهم لأي شخص ينبغي أن يكون حسب طاعته لله وتمسكه بهذا الدين، وأنه لا يجوز لمسلم أن يحب إنسان لجمال شكله أو لكثرة ماله أو لأسلوبه في الحياة.
والمعلم الناجح لا يرضى بالعلاقة التي يكون أساسها دنيوي، ويخلص في نصحه للطلاب الذين يظهر عليهم التعلق بشخص المدرس وليس بالتزامه وصلاحه، ويحرص كذلك على أن نكون لتلك العلاقة حدودها المقبولة.
ولا شك أن مجرد السؤال يدل على أنك معلم يقظ وحريص على الخير، ورغم أنه لم تظهر لنا فحوى تلك الرسائل، إلا أن الأمر يبدك أنت وسوف تستطيع وبسهولة توجيه تلك العلاقات لتكون في مرضاة الله.
وننصحك بما يلي:
1- اغرس حب الله في نفوس طلابك.
2- اعدل بينهم في اهتمامك ومعاملتك.
3- اجعل للمزاح أوقات معينة، وأن يكون بمقدار ما يعطى الطعام.
4- حاول معرفة الأوضاع الخاصة بطلابك من حيث تماسك الأسر التي جاءوا منها، ومن حيث درجة العواطف التي سعدوا بها في بيوتهم.
5- تجنب الفكاهة التي فيها إساءة لبعض الطلاب، فإن زملاءهم يسخرون منهم فيتجرأ عليك أولئك المظلومين.
6- أرجو أن تجتهد في تربية طلابك على الاستفادة من أوقاتهم.
وفقك الله وأعانك لكل خير.