السؤال
السلام عليكم
أعاني من البكاء والضيق، ذهبت لطبيب عام قال: اكتئاب، وبعد فترة أصبحت أخاف من الجنون، وأقول في نفسي سوف أصبح مجنونة، وأتخيل صورة مجنون أمامي، أتعبتني هذه الصورة، ترافقني أينما كنت، أقول في نفسي: هل أنا مريضة بالفصام أم مجنونة؟ وأبكي وأخاف، فأرجو منكم المساعدة، هل هذا وسواس قهري، أم جنون؟ إذا كان جنونا فلا تقولوها لي.
أريد التخلص من تلك التخيلات والأفكار السلبية، والتخلص من البكاء بمرارة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنت تعانين من قلق وخوف وتتوجسين من المرض النفسي -وبالذات مرض الفصام- وتتخيلين أنك ستصبحين مثل هؤلاء المرضى.
أقول لك -أختي الكريمة-: نحن لا نستعمل كلمة الجنون على الإطلاق، نسمي الأمراض النفسية بأسمائها، أنت تخافين من المرض العقلي، وهذا نوع من القلق والتوتر، مريض الفصام أو المريض العقلي يكون فاقدا للبصيرة، ولا يدري أنه مريض في كثير من الأحوال، ويحضره دائما أهله للعلاج.
أنت قلقة، متوترة، ومفزوعة، وتعانين من هذا القلق والتوتر، وتخافين من أن يتطور إلى مرض عقلي، وعلاجك في علاج القلق وعلاج القلق يبدأ بالاسترخاء، والاسترخاء يمكن أن يتم عن طريق الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق التنفس. وأيضا قد تحتاجين إلى علاج سلوكي معرفي، علاج سلوكي معرفي لمساعدتك في التغلب على أفكار الخوف التي تعتريك وتشغل كل وقتك وتتكرر باستمرار.
لا أرى أنك تحتاجين لأدوية في الوقت الحاضر، العلاج النفسي -كما ذكرت- قد يساعدك كثيرا في التخلص من هذه الأعراض، وطبعا لا أنسى أن أوصيك بالالتزام بالدين، كلما كان الشخص ملتزما بدينه وقائما بالواجبات الدينية وقريبا من ربه عن طريق الصلاة وقراءة القرآن والدعاء فإنه يطمئن، وإذا اطمئن قلبك فسوف يزول الخوف من كل شيء، وتحسين بأنك قريبة من ربك، وكنت على يقين بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وهذا موضوع مهم مع العلاجات النفسية، تذهب كل هذه الأشياء وتعيشين حياة طبيعية -بإذن الله-.
وفقك الله وسدد خطاك.